
حوار الجريدة العربية | نصائح البروفيسور مينة لغماري : حساسية العيون في فصل الربيع: الأسباب، الأعراض، وسبل الوقاية في المغرب
الجريدة العربية – الرباط
مع حلول فصل الربيع، تتفتح الأزهار وتنتشر الأجواء الدافئة، إلا أن هذه الفترة الجميلة لا تخلو من منغصات صحية، أبرزها حساسية العيون التي تصيب فئة واسعة من المواطنين في المغرب. هذا المرض الموسمي يُعد من أكثر أنواع التحسس انتشارًا خلال هذه الفترة من السنة، ويعود في الغالب إلى تزايد نسبة حبوب اللقاح في الهواء، إلى جانب الغبار وتغيرات الطقس المفاجئة.
ما هي حساسية العيون؟
حساسية العيون، أو التهاب الملتحمة التحسسي، هو رد فعل مناعي يحدث عندما تتعرض العين لمواد مثيرة للحساسية مثل غبار الطلع، الغبار المنزلي، شعر الحيوانات، أو حتى بعض أنواع العطور. وقد تتفاقم الحالة مع التعرض للرياح أو الشمس المباشرة.
أسباب تفشيها في المغرب
بحسب المعطيات التي حصلت عليها “الجريدة العربية” من البروفيسور مينة لغماري أخصائي في طب العيون في الرباط، فإن ارتفاع عدد الحالات خلال الربيع في المغرب يعود أساسًا إلى التغيرات المناخية، وارتفاع نسبة التلوث الحضري، بالإضافة إلى ازدياد الغطاء النباتي الذي يطلق كميات كبيرة من حبوب اللقاح في الجو.
أعراض حساسية العيون
تشمل الأعراض الشائعة:
- حكة شديدة في العينين
- احمرار وتهيج
- فرط في الدموع أو، بالعكس، جفاف مؤلم
- تورم في الجفون
- إحساس بوجود جسم غريب داخل العين
خصائص المرض
من أبرز خصائص هذا النوع من التحسس أنه غير معدٍ، ويصيب كلا العينين غالبًا بشكل متزامن. كما أن الأعراض قد تظهر فجأة وتختفي بسرعة بمجرد الابتعاد عن مصدر التحسس. ويكون الأطفال والمراهقون من أكثر الفئات عرضة للإصابة، خاصة في المناطق الزراعية مثل فاس، سوس، والحوز.
كيف نتفادى حساسية العيون؟
الدكتورة والبروفيسور مينة لغماري تؤكد على أهمية اتخاذ إجراءات وقائية بسيطة لكنها فعالة، أبرزها:
- ارتداء نظارات شمسية لحماية العين من الغبار وحبوب اللقاح
- غسل الوجه والعينين بالماء البارد بعد العودة من الخارج
- تجنب فتح النوافذ في الصباح الباكر حيث تكون كثافة حبوب اللقاح في ذروتها
- الحفاظ على نظافة البيت واستخدام منقيات الهواء عند الإمكان
- تقليل فرك العينين لتجنب التهيج
العلاج الطبي
إذا تفاقمت الأعراض، فإن العلاج يتضمن استعمال:
- القطرات المضادة للهستامين
- القطرات الملطفة (الدموع الصناعية)
- أحيانًا قطرات تحتوي على الكورتيزون لفترة قصيرة وتحت إشراف الطبيب
خاتمة
في ظل الظروف المناخية المتغيرة في المغرب، يبدو أن التوعية بحساسية العيون أصبحت ضرورة ملحة. ومع زيادة الإقبال على الحياة في المناطق الحضرية، يصبح الاهتمام بالصحة البيئية عاملاً رئيسيًا في تقليص انتشار هذا النوع من الحساسية.
وتبقى النصيحة الذهبية، كما ختمت بها البروفيسور مينة لغماري حديثها مع “الجريدة العربية“، هي: “كلما بكرنا بالوقاية، قلّت معاناتنا مع العلاج”.