حزب الاستقلال : نزار بركة في ورطة ، ويواجه صعوبة في تشكيل لجنة تنفيذية .
الجريدة العربية – سفيان غويلاف
يمر حزب الاستقلال بفترة اضطراب داخلي بعد مؤتمره الأخير الذي كان بمدينة بوزنيقة في الشهور القليلة الماضية . ويسعى نزار بركة الأمين العام ، والذي أعيد تعيينه على رأس الحزب ، إلى وضع اللمسات الأخيرة لانتخاب أعضاء اللجنة التنفيذية الجديدة البالغ عددهم 34 عضواً . لكن هذا التأخير يسلط الضوء على التحديات والعقبات المعقدة التي يواجهها بركة في هاته المسؤولية ، رغم الدعم الذي يحظى به من القيادة والتيارات الداخلية . إلا أن التوترات المتصاعدة، بسبب تعدد المرشحين والأزمات الداخلية الأخيرة، تؤكد الحاجة الملحة إلى إيجاد حل وسط لتحقيق استقرار الحزب وتقويته .
ولا يزال حزب الاستقلال، بعد شهرين من انعقاد مؤتمره في بوزنيقة ، يكافح من أجل انتخاب لجنته التنفيذية . ويحاول نزار بركة حل مشكلة انتخاب أعضاء المكتب السياسي الجديد . حيث السباق مع الزمن مستمر، وهذا التأخير في انتخاب اللجنة التنفيذية يوضح مدى تعقيد الوضع والعقبات المتعددة التي تواجه نزار بركة، رغم إعادة انتخابه بالإجماع.
والواقع أن الأمين العام يستفيد بالتأكيد من إجماع قيادة الحزب ودعم قادة الحركات المختلفة التي يتكون منها. ومع ذلك، فإن هذه الأمور لم تجعل مهمته أسهل . و تجدر الإشارة إلى أن 107 من أعضاء الحزب، تدعمهم مختلف الحركات، يسعون للحصول على 34 مقعدا فقط في المكتب السياسي للحزب، و هو ما يسمى باللجنة التنفيذية. وحتى الآن، لم يتم التوصل إلى إجماع، مما أدى إلى تفاقم التوترات الداخلية.
للتذكير، فقد أفاد نزار بركة، في ختام المؤتمر، أن “جلسة المجلس الوطني تبقى مفتوحة لإجراء المشاورات المطلوبة بين الفرقاء بهدف وضع لائحة” المرشحين لانتخابات اللجنة التنفيذية . وينص النظام الأساسي لحزب الاستقلال، الذي تم التصويت عليه والمصادقة عليه من قبل المؤتمر الوطني في 27 أبريل ، على أن مثل هذه القائمة يجب أن يقترحها الأمين العام ثم يقدمها إلى المؤتمر للتصويت عليها . وبذلك تقدم 147 مرشحاً بترشيحاتهم لتشكيل اللجنة التنفيذية الجديدة التي يقتصر تشكيلها على 34 عضواً . وأمام هذا المأزق، عقد نزار بركة والمجلس الوطني اجتماعا جديدا، يوم الأحد، لمحاولة التوصل إلى “تسوية” بشأن تركيبة المكتب السياسي.
بالإضافة إلى ذلك، تميز المؤتمر الوطني الثامن عشر لحزب الاستقلال بتوترات داخلية، خاصة بسبب الفضيحة التي تورط فيها نور الدين مضيان ، رئيس المجموعة البرلمانية للحزب في الغرفة الأولى، ورفيعة المنصوري ، نائبة رئيس دائرة طنجة تطوان. – جهة الحسيمة . تم طرد مضيان في النهاية واستبداله على رأس المجموعة البرلمانية. علاوة على ذلك، فإن مناخ عدم الثقة والانقسام هذا يضيف طبقة من التعقيد إلى مهمة نزار بركة، الذي يجب عليه ليس فقط التنقل بين الطموحات الشخصية للأعضاء، بل أيضاً استعادة التماسك والثقة داخل الحزب.
التحدي الذي يواجه نزار بركة لا يقتصر على التنظيم الداخلي للحزب. بل يجب عليه أيضاً أن يضمن بقاء حزب الاستقلال فاعلاً سياسياً مهماً على الساحة الوطنية . فالتوترات الحالية تهدد استقرار الحزب ويمكن أن تضعف قدرته على العمل بشكل متماسك وفعال. ولذلك فإن الاجتماع القادم للمجلس الوطني للحزب سيكون حاسماً في تحديد ما إذا كان من الممكن التوصل إلى اتفاق ، أو ما إذا كان حزب الاستقلال قادراً على التغلب على هذه التحديات الداخلية للتركيز على أهدافه السياسية الأوسع.