تحليل لبعض مضامين الخطاب الملكي السامي ليوم 20 غشت 2022 الذي يهم مغاربة العالم .

الأستاذ المهدي العربي .

إعداد و تقرير : الأستاذ المهدي العربي

*الأستاذ المهدي العربي
باحث في القانون العام بجامعة بيروجا – إيطاليا .

( خير مثال ما قامت به قنصلية نابولي والجمعيات والمراكز الثقافية الإسلامية المغربية بجنوب إيطاليا من اكتساح في الشراكات بين المجالس المنتخبة بمدن الصحراء المغربية و المدن الإيطالية .

👈🏻و لا يفوتني هنا ، أن أوجه تحية إشادة وتقدير، لأفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج ، الذين يبذلون كل الجهود للدفاع عن الوحدة الترابية ، من مختلف المنابر والمواقع ، التي يتواجدون بها .

👈🏻والمغرب و الحمد لله ، يملك جالية تقدر بحوالي خمسة ملايين، إضافة إلى مئات الآلاف من اليهود المغاربة بالخارج، في كل أنحاء العالم .

رغم ارتباط الجالية بوطنها لازالت المعاناة بالإدارات العمومية ..

👈🏻 و يشكل مغاربة العالم حالة خاصة في هذا المجال ، نظرا لارتباطهم القوي بالوطن، وتعلقهم بمقدساته، وحرصهم على خدمة مصالحه العليا، رغم المشاكل والصعوبات التي تواجههم .

ذلك أن قوة الروابط الإنسانية ، و الاعتزاز بالانتماء للمغرب ، لا يقتصر فقط على الجيل الأول من المهاجرين ؛ وإنما يتوارثه جيل عن جيل ، ليصل إلى الجيلين الثالث و الرابع .

إقصاء تشريعي وديني وتربوي وتقافي في ظل الزبونية و المصالح الخاصة .

👈🏻ولكن في المقابل ، لابد أن نتساءل باستمرار : ماذا وفرنا لهم لتوطيد هذا الارتباط بالوطن؟ وهل الإطار التشريعي، والسياسات العمومية، تأخذ بعين الاعتبار خصوصياتهم ؟ وهل المساطر الإدارية تتناسب مع ظروفهم ؟ وهل وفرنا لهم التأطير الديني والتربوي اللازم ؟

استثمار الجالية المغربية بالمغرب يلزم الرعاية والمواكبة .

👈🏻وهل خصصنا لهم المواكبة اللازمة، والظروف المناسبة، لنجاح مشاريعهم الاستثمارية ؟

عملية مرحبا لا تكفي في ظل البيروقراطية الإدارية .

👈🏻صحيح أن الدولة تقوم بمجهودات كبيرة، لضمان حسن استقبال مغاربة العالم. ولكن ذلك لا يكفي. لأن العديد منهم، مع الأسف، ما زالوا يواجهون العديد من العراقيل والصعوبات، لقضاء أغراضهم الإدارية، أو إطلاق مشاريعهم. وهو ما يتعين معالجته .

👈🏻أما في ما يتعلق بإشراك الجالية في مسار التنمية، والذي يحظى بكامل اهتمامنا، فإن المغرب يحتاج اليوم، لكل أبنائه، ولكل الكفاءات والخبرات المقيمة بالخارج، سواء بالعمل والاستقرار بالمغرب، أو عبر مختلف أنواع الشراكة، والمساهمة انطلاقا من بلدان الإقامة .

فالجالية المغربية بالخارج، معروفة بتوفرها على كفاءات عالمية، في مختلف المجالات، العلمية والاقتصادية والسياسية، والثقافية والرياضية وغيرها. وهذا مبعث فخر للمغرب والمغاربة جميعا .

👈🏻وقد حان الوقت لتمكينها، من المواكبة الضرورية، والظروف والإمكانات، لتعطي أفضل ما لديها، لصالح البلاد وتنميتها .

لذا ، نشدد على ضرورة إقامة علاقة هيكلية دائمة، مع الكفاءات المغربية بالخارج، بما في ذلك المغاربة اليهود . كما ندعو لإحداث آلية خاصة، مهمتها مواكبة الكفاءات والمواهب المغربية بالخارج، ودعم مبادراتها ومشاريعها . و هو ما سيمكن من التعرف عليها، والتواصل معها باستمرار، وتعريفها بمؤهلات وطنها، بما في ذلك دينامية التنمية والاستثمار .

👈🏻وهنا ، نجدد الدعوة للشباب وحاملي المشاريع المغاربة، المقيمين بالخارج، للاستفادة من فرص الاستثمار الكثيرة بأرض الوطن، ومن التحفيزات والضمانات التي يمنحها ميثاق الاستثمار الجديد.

ومن جهتها، فإن المؤسسات العمومية، وقطاع المال والأعمال الوطني، مطالبون بالانفتاح على المستثمرين من أبناء الجالية؛ وذلك باعتماد آليات فعالة من الاحتضان والمواكبة والشراكة، بما يعود بالنفع على الجميع.

ارتفاع عدد الشكايات من الجمعيات وأبناء الجالية حول هزالة وانعزالية المؤسسات التي تهتم بالجالية .

👈🏻وفي الأخير، وبالنظر للتطلعات المتجددة لمغاربة العالم، فقد حان الوقت لتحديث وتأهيل الإطار ا النظر في نموذج الحكامة، الخاص بالمؤسسات الموجودة، قصد الرفع من نجاعتها وتكاملها .

*الأستاذ المهدي العربي باحث في القانون العام بجامعة بيروجا – إيطاليا .

Exit mobile version