
بوجدور: صيدلية واحدة لـ65 ألف نسمة… هل تتحرك الجهات المعنية لإنقاذ صحة سكان ؟
الجريدة العربية -الرباط
لا تزال أزمة صيدليات الحراسة تؤرق سكان مدينة بوجدور ، فالمدينة لا تتوفر سوى على صيدلية واحدة للحراسة، رغم النمو السكاني والتوسع العمراني الذي تشهده ما لا يتماشى مع الكثافة السكانية التي تجاوزت 65,381 نسمة حسب إحصاء 2024. هذا الوضع يضع المرضى وعائلاتهم في مواجهة معاناة حقيقية، خصوصًا في الفترات الليلية، حيث يصبح الحصول على الدواء مهمة شاقة تتطلب تنقلًا لمسافات طويلة في ظل غياب وسائل النقل الملائمة.
هذا ويجد المواطن البوجدوري نفسه مضطرًا لقطع مسافات طويلة بحثًا عن صيدلية الحراسة الوحيدة، وهو ما يتسبب في إرهاق إضافي للمرضى وعائلاتهم، خاصة حين يكون العلاج عاجلًا أو يتعلق بحالات طارئة تستدعي تدخلًا سريعًا. ليلاً، تصبح هذه المعاناة أكثر وضوحًا، إذ يقل نشاط سيارات الأجرة، مما يضطر البعض إلى دفع تكاليف إضافية أو الانتظار لفترات طويلة في ظروف غير مريحة للحصول على الدواء.
الغريب في الأمر أن بوجدور تضم أكثر من 18 صيدلية، ومع ذلك تبقى سياسة المداومة مقتصرة على واحدة فقط، مما يزيد من حدة الأزمة، خاصة في ظل المسافات البعيدة بين الأحياء، حيث تصل المسافة بين حي القطب ومنطقة العودة إلى أكثر من 12 كلم، وبين القطب والمدينة إلى 6 كلم، وهو ما يشكل تحديًا إضافيًا للمواطنين الذين لا يملكون وسائل نقل شخصية.
وفي الوقت الذي ينص فيه دستور 2011 على حق المواطن في العلاج وضمان كرامته الصحية، فإن الجهات الوصية على القطاع مطالبة بالتدخل العاجل لعقد لقاءات وحوارات جادة مع المهنيين، بهدف إعادة النظر في سياسة الحراسة وتخصيص أكثر من صيدلية واحدة لتغطية احتياجات السكان، تفاديًا لهذه الأوضاع التي تزيد من معاناة المرضى وتهدد حقهم في الحصول على العلاج في الوقت المناسب.