تقنية و علوم

بصمات الأصابع : بين العلم و الهوية و الجريمة .

فريد أشقدي – الجريدة العربية

البصمة هي علامة مميزة يتم اعتمادها في التعرف على هوية الشخص أول من اكتشف هذه القاعدة هم الصينيون منذ 2000 سنة حيث كان الأباطرة يوقعون على الوثائق المهمة ببصمات إبهامهم وفي عام 1877 ابتكر هنري فولدز طريقة تصوير البصمة على ورقة باستخدام حبر المطابع الأسود لكن العالم الإنجليزي فرانسيس غالتون عام 1892 هو أول من أثبت أنه لا توجد بصمتا إصبعين متطابقتان كما أكد أن صورة البصمة لأي إصبع تبقى كما هي طوال حياته وفي عام 1901 طبقت شرطة التحقيقات في لندن سكوتلاند يارد نظام التعرف على المجرمين من خلال بصمات أصابعهم، وهذا النظام قام بتطويره ادوارد هنري، مع بعض التعديلات وهو النظام الذي تطبقه الشرطة في العالم اليوم …

ظلت البصمات لفترة طويلة هي الوسيلة المهمة في تحديد هوية الإنسان لكن كيف تتكون هذه البصمات ؟
تتكون بصمة الأصابع للإنسان وهو ما يزال جنينًا في رحم أمه، تبدأ عملية ظهور البصمات للجنين خلال الشهر الثاني أو الثالث من الحمل، وتستمر في التحور والتطور حتى ولادة الطفل ، و يُعَدُّ اكتشاف بصمات الأصابع من المهمَّات الأساسية في علم الأدلة الجنائية، وهو أحد العلوم التي تساعد في التحقيقات الجنائية من خلال جمع الأدلة من مسرح الجريمة وتحليلها و ليست جميع البصمات في مسرح الجريمة هي بصمات ظاهرة ومرئية وانما توجد هناك بصمات خفية تحتاج لأدوات ومواد لإظهارها ومن الطرق المستخدمة لإظهار البصمات الخفية استخدام المساحيق الكربونية وكذلك استخدام جهاز السوبرقلو و استخدام العديد من المواد الكيميائية مثل DFO ” 1،8-Diazafluoren-9-one ” لإظهار وتصوير البصمة بعد استخدام هذه المادة يلزم استخدام مصدر ضوء متخصص للآثار الجنائية مع فلتر مناسب حيث أن البصمة تكون غير واضحة في الضوء العادي ..

بالنسبة للخصائص التي تتميز بها بصمة الأصابع نجد انها تتميز بثلاث خصائص رئيسية تتمثل فيما يلي :

1 ـ عدم قابليتها للتغيير L’inaltérabilité :

بحيث من الثابت علميا أنه إذا ما أصيبت الطبقة الخارجية من الجلد ببعض الجروح، وأتبعه إتلاف الخطوط الحلمية فإنها سرعان ما تظهر ثانيا بشكلها الأصلي …

2 ـ كونها ثابتة L’immuabilité :

إن بصمات الأصابع تتكون لدى الإنسان قبل ولادته وتبقى إلى ما بعد وفاته إلى أن تتحلل خلايا الجسم بكاملها…

3 ـ عدم تطابقها La variété :

و هو ما يعني عدم تطابق الخطوط الموجودة في الأصابع لدى شخصين مختلفين، بحيث تبث علميا انه لا يمكن للبصمة أن تتطابق وتتماثل في شخصين في العالم، حتى في التوائم المتماثلة التي أصلها من بويضة واحدة …

و بخصوص تصنيف البصمات لقد اختلف المختصون في علم البصمات في مسألة تصنيف البصمات، فقد صنف بعض المختصين البصمة إلى ثلاثة أنواع وفقا لأشكالها ـ في حين صنفها البعض الأخر إلى أربع مجموعات، وأضاف بعض الخبراء مجموعة خامسة من البصمات لغايات تصنيفها لكن أكثر المختصين ببصمات الأصابع يصنفها في ثلاثة أشكال رئيسية وهي :

1 ـ بصمات على شكل مقوسات :

تسمى هذه البصمات بالمقوسات لكونها عبارة عن أشكال تظهر فيها الخطوط الحلمية على شكل أقواس متجهة من جانب إلى أخر، وهي من الأشكال البسيطة التي تحتوي على وسط وليس لها نقطة زاوية، وتنقسم إلى قسمين رئيسيين هما المقوس البسيط و المقوس الخيمي .

2 ـ بصمات الأصابع ذات الشكل المنحدر :

يعد هذا النوع من أكثر أنواع البصمات انتشارا في العالم والمنحدرات عبارة عن مجموعة من الخطوط الحلمية، التي تبدأ من أحد طرفي البصمة .

3 ـ بصمات الأصابع ذات الشكل المستدير :

هي مجموعة من البصمات الأكثر انتشارا في العالم بعد المنحدرات حيث تشكل ما يقارب 35 % ، من مجموع البصمات في العلم والمستدير هو ذلك الشكل من البصمة والذي ينثني فيه الخط الحلمي بطريقة دائرية مكونا دائرة حول نقط الوسط، وانحناء الخط يمكن أن يكون بشكل دائري أو لولبي أو بيضاوي …

في مسرح الجريمة تعد بصمات الأصابع من الآثار المادية الخفية المهمة التي يخلفها المجرم وراءه دون أن يحس بذلك، لهذا بات من الضروري أن يتم التعامل مع الآثار المادية التي توجد في مسرح الجريمة ومحاولة الاستفادة منها في تتبع المجرم واكتشافه، وفك الغموض الذي يحيط بالجريمة بطريقة معقلنة و ممنهجة من شأنها أن توصل المحققين إلى نتائج إيجابية لهذا إذا كنت في مسرح الجريمة حاول أن لا تمسك أي شيء بأصابعك لكي لا تتسبب في مشكلة لك .

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

أيها القارئ العزيز أنت تستعمل إضافة لن تمكنك من قراءة الجريدة العربية . المرجو تعطيل الإضافة , شكرا لك .....