
المغرب يحقق فوزاً باهتاً على بنين… والكعبي يوقع هدفاً أنطولوجياً ينقذ الصورة
الجريدة العربية
حقق المنتخب المغربي فوزه الثاني تواليًا في ظرف ثلاثة أيام، بعد تغلبه على نظيره البنيني بهدف دون رد مساء الإثنين بمدينة فاس، وذلك في مباراة ودية تدخل ضمن استعدادات “أسود الأطلس” لنهائيات كأس الأمم الإفريقية المغرب 2025. ورغم الفوز، فإن الأداء الفني العام للمنتخب لم يرقَ إلى تطلعات الجماهير، بل كشف عن اختلالات مقلقة على عدة مستويات، تستدعي مراجعة جادة في قادم المحطات.
هدف عالمي للكعبي يغطّي فراغ الأداء الجماعي
المنتخب المغربي لم يقدم خلال المباراة سوى لقطة فنية واحدة تُدرّس، تمثلت في الهدف الأنطولوجي الذي سجله المهاجم الدولي أيوب الكعبي بحركة “دراجة هوائية” رائعة، مستغلًا تمريرة محكمة من المدافع آدم ماسينا، الذي كان أحد أبرز الوجوه الإيجابية في اللقاء. لاعب نادي تورينو الإيطالي تألق على مستوى التغطية الدفاعية وسرعة الارتداد، وأبان عن نضج تكتيكي وشخصية قوية افتقدها كثيرون في خطوط المنتخب.
اختلالات فنية وغياب للفاعلية في الأطراف والوسط
بعيدًا عن هدف الكعبي، لم يقدم “أسود الأطلس” أداءً مقنعًا، بل بدا المنتخب عاجزًا عن خلق فرص حقيقية، وسط ارتباك واضح في وسط الميدان وتواضع في الأداء الهجومي. الظهير الأيسر بلعامري خيّب الآمال بعطائه الباهت، إذ فشل في خلق التوازن المطلوب على الرواق الأيسر، ولم ينجح في تقديم أي إضافة هجومية أو تزويد اللاعبين بالكرات العرضية الدقيقة.
في وسط الميدان، ظهر سفيان أمرابط بثقل واضح، فغياب الحيوية والسرعة في افتكاك الكرة والانتقال بها إلى الأمام جعل منه عبئًا تكتيكيًا في لحظات كثيرة. أما عز الدين أوناحي، أحد نجوم مونديال قطر 2022، فبدت عليه علامات التراجع، وغاب عن مستواه الفني المعروف، وكأن بريقه قد خفت منذ أيام المونديال.
ركراكي… خيارات غير موفّقة وتوظيف باهت للجدد
المدرب وليد الركراكي أجرى عدة تغييرات على التشكيلة الأساسية مقارنة بمباراة تونس، في محاولة لتجريب عناصر جديدة ومنحهم فرصة إثبات الذات. غير أن قراءة الركراكي للقاء، وتوظيفه للوافدين الجدد، لم تكن موفّقة، إذ بدت الانسجامات منعدمة، والخيارات التكتيكية غير منسجمة مع طبيعة اللاعبين. فغابت الفاعلية في الهجوم، وافتقر الفريق إلى الإبداع في وسط الميدان، مما جعل الكثيرين يتساءلون عن ملامح “أسود الأطلس” الحقيقيين الذين خطفوا الأنظار في مونديال قطر.
خلاصة باهتة لمباراتين… والتحديات الحقيقية تنتظر
بين مباراة تونس وبنين، لم يظهر المنتخب المغربي بالوجه القوي والمرعب الذي ينتظره الشارع الرياضي الوطني، خاصة وأن المملكة المغربية تستعد لاحتضان كأس أمم إفريقيا 2025. الجماهير المغربية، التي كانت تمني النفس بظهور متصاعد، تلقت إشارات مقلقة، خصوصًا أن الأداء بدا باهتًا أمام منتخبات متوسطة، ما يُثير المخاوف حول الجاهزية الحقيقية للنخبة الوطنية.
في انتظار نهاية تصفيات كأس العالم 2026، ومع اقتراب موعد “الكان” على أرض المغرب، تبدو الحاجة ملحة لإعادة تقييم شامل للأداء الجماعي، والبحث عن حلول ناجعة لرفع النسق الفني والتكتيكي، حتى يكون “أسود الأطلس” في الموعد القاري كما كان في الاستحقاق العالمي.