المغرب : روسيا تطيح بفرنسا وتصبح المورد الرئيسي للقمح للمملكة .
الجريدة العربية – الرباط
تعد روسيا، أكبر مُصدر عالمي للقمح اللين، جيث تبرز كفاعل رئيسي في تزويد العديد من الدول . وبفضل إنتاجها الضخم، نجحت روسيا مؤخرًا في تعزيز موقعها في الأسواق التقليدية التي كانت تُهيمن عليها دول أخرى . ففي المغرب مثلا ، أصبحت روسيا المورد الرئيسي للقمح، متفوقة على فرنسا، وهو موقع اكتسبته منذ غشت 2024.
هذا التحول يأتي في إطار دينامية متزايدة بين موسكو والرباط. في صميم هذه العلاقة، تم توقيع بروتوكول اتفاق في 29 نوفمبر 2024 في الدار البيضاء بين الفيدرالية الوطنية لتجار الحبوب والبقوليات (FNCL) واتحاد المصدرين والمنتجين الروس للحبوب (Rusgrain Union). يمتد هذا الاتفاق لفترة أولية مدتها عام واحد مع إمكانية التجديد، ويهدف إلى تسهيل استيراد وتوزيع القمح الروسي في السوق المغربية. يُضاف هذا الاتفاق إلى العقود المبرمة سابقًا هذا الموسم بين المصدرين الروس والمستوردين المغاربة، مما يضمن تدفقًا سلسًا لتوريد القمح إلى المطاحن المحلية.
وتُعد حملة 2024-2025، الممتدة من يونيو 2024 إلى مايو 2025، نقطة تحول حاسمة في العلاقات التجارية بين البلدين حتى الآن، حيث تم تصدير حوالي 650 ألف طن من القمح اللين من روسيا إلى المغرب، ومن المتوقع أن تصل الكميات إلى مليون طن بحلول نهاية الموسم. ويُظهر هذا الرقم طموح روسيا لتثبيت موقعها في هذا السوق، مع أهداف طويلة المدى تصل إلى 1.5 مليون طن سنويًا.
هذا ويتجاوز تأثير هذا الشراكة البُعد التجاري البحت. فهي تعيد تشكيل تدفقات التوريد في منطقة كانت تقليديًا تعتمد على القمح الفرنسي. من خلال تبوؤها موقع المورد الرئيسي للمغرب، تُؤكد روسيا استراتيجيتها للتوسع في منطقة المغرب العربي وتعزز دورها في المشهد الزراعي العالمي. أما بالنسبة للمغرب، فإن تنويع مصادر الاستيراد يوفر فرصًا لضمان إمداداته من القمح، وهو منتج استراتيجي لاقتصاده و مهمين في قطاعات إنتاجية جد مهمة على المستوى القاري و العالمي .