بقلم : الأستاذ / المحامي أبو بكر عباس – جمهورية مصر العربية
كان النبي صل الله عليه وسلم صبورا متواضعا كريما سخيا شجاعا و متسامحا . و كان صل عليه وسلم يتيم الابوين , يحب الناس يرحم الكبير ويعطف علي الصغير . عندما ملك خصومه ونصره الله علي أشد الناس عداوة له , قال لهم : “اذهبوا فأنتم الطلقاء” , فعفا عنهم و صفح .
كان أشد الناس هما و أكثرهم تبسماً . حيث كان يتأثر و يبكي . جلس ذات مره على الأرض يواسي طفلا مات عصفوره . رغم أنه كان يسير بالجيوش وتخشاه الدول , لكنه كان ينام علي حصيرة أثرت في جنبه الشريف , كان أطيب من الطيب و أجمل من القمر لم يغضب لنفسه قط إلا أن يغضب لله .
كان للأمه صل الله عليه و سلم , الأب الحاني , و لقومه الابن البار , وكان وخصما قويا للشيطان , حيث كان إبليس يدعوهم إلى الكفر و الفسوق وارتكاب الفواحش , و كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرجهم من الظلمات إلى النور . يدعوهم إلى الله و يطهرهم ويزكيهم . يخرجهم من ظلمات الضلال إلى نور الهداية . آخا بين المهاجرين و الأنصار وألف الله به بين قلوب الأوس و الخزرج , إذ كانوا ألد الخصام .
جاء بالقرآن الكريم الفرقان المبين الكتاب المعجز , و أبلغ ما كتُب بالقلم الذي تحدى الله سبحانه و تعالى به أمة الفصاحة و البيان . و كان رسول الله صلى الله عليه و سلم لم يخط حرفا بيمينه , لم يكن يؤذي أو يحرج أحدا , وعندما أذاه الناس , قال : “اللهم اهدي قومي إنهم لا يعلمون” .
هاجر محمد صل الله عليه و سلم , في سبيل الله و ترك كل شيء , أهله و وطنه وموطنه , و احتسب عند الله الأجر والثواب . حتى أنه نظر إلي مكة , في لحظات الفراق , و قال : “و الله أنكِ أحب بلاد الله إلي , و لولا أن أهلك أخرجوني منك , ما خرجت” .
جاهد الرسول الأعظم في سبيل الله , و كانت وصيته “لا تقتلوا شيخا ولا طفلا ولا امرأة , و لا تقطعوا شجرة , ولا تحرقوا شيئا بالنار”. كان أشد ما يكون من النبل , و أجمل ما تكون الإنسانية . فصدق من قال : ” و ما أرسلناك إلا رحمة للعالمين” . تحمل فقد أولاده و الأحباب , و حمد الله و صبر . و علمنا كيف يكون الصبر الجميل ,و التسليم لقضاء الله . كان يعلم أن في آلامه إخلاص التوحيد لله , و إفراده سبحانه و تعالي بالعبادة والخضوع اليه . غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر , فكان يقوم الليل حتى تورمت قدماه . قالت له إحدى أمهات المؤمنين : “لقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر” , فقال لها أفلا أكون عبدا شكورا .
بين لنا سبل الشر و طريق الشيطان كما أرشدنا إلى طريق الخير و سبيل النجاة , و تركنا على المحجة البيضاء , ليلها كنهارها , لا يزيغ عنها إلا هالك . و كان صل الله عليه وسلم , كالشمس في ظلام تاريخ تجلى فيه نور الحق والإيمان والمعرفة و الرحمة . لذلك فيوم مولده هو يوم احتفال و أعظم احتفال بخير الأنام . حبيبي محمد عليه الصلاة والسلام . فصلوا عليه و سلموا تسليما .