الحرب في أوكرانيا : لماذا نخاف من بوتين ، الرجل الذي لا يحترم شيئًا سوى ميزان القوى ؟
الجريدة الإخبارية .
خلق غزو أوكرانيا صدمة عامة في الأوساط الدولية ، و فتح أعين أولئك الذين رفضوا على مدى عقود رؤية ما هو واضح ، و دفع الحكومات الغربية إلى الرد ببعض الحماس , بعقوبات اقتصادية خطيرة للغاية ( و لكن ليس بالقدر الذي تم الإعلان عنه ) ، و قبل كل شيء تم تسليم أسلحة ” دفاعية ” بكميات كبيرة .
حول كل هذه النقاط المثيرة ، هناك إجماع إلى حد ما ، مع الفروق الدقيقة و حرص أكبر أو أقل على تسليم هذه الأسلحة فعليًا – حتى مع الألمان الذين رفضوا خوض الحرب أو تسليم الأسلحة لفترة طويلة ، قرروا الأن تسليم 2700 صواريخ مضادة للطائرات إلى أوكرانيا . هذا أمر مختلف تماما خاصة إذا قمنا بمقارنة الخوذ الخمسة آلاف التي اعتبرتها برلين منذ فترة طويلة كافية تمامًا لضمان الدفاع عن أوكرانيا …
تختلف المواقف الغربية قليلاً ، مع وجود الأمريكيين في المقدمة ، و توجه الفرنسيين المتحفظ للغاية ، و إسرائيليون يرفضون بشكل قاطع أي مساهمة بالرغم من ” التوجه المذهبي للرئيس الأوكراني ” فلوديمير زيلينسكي . لكن عمليات التسليم هذه ضرورية للسماح للأوكرانيين بالدفاع عن أنفسهم و الاستمرار في مواجهة التفوق العددي الساحق للقوى الروسية .
سخط عالمي على ما يقع في أوكرانيا .
يبدو أن هناك نقطة أخرى متفق عليها أيضًا ، و هذه النقطة الغريبة تتمحور في ” تسليم الأسلحة ” . نعم , إنه تسليم فقط ” دفاعي ” . فقط أسلحة دفاعية . قمة الناتو الأخيرة ( بصرف النظر عن حقيقة أنها تمخضت فأنجبت فأرًا ، مع بعض العقوبات المفروضة ) لم تغير أي شيء في هذا الموقف ، و هو ما أكده الرئيس الفرنسي ماكرون بقوة : ” لقد سلمنا لأوكرانيا أسلحة دفاعية ، نعم ، إنها أسلحة غير هجومية ” .
أليس هذا التمييز الاستراتيجي في حرب أوكرانيا غريب بشكل مريب ؟ أولاً ، لأن الأسلحة الهجومية أو الدفاعية تقتل و بالتالي تشكل التزامًا فعليًا بخوض الحرب . و لكن ، قبل كل شيء ، هذا الأمر يبدو أنه ينطلق من منطق غريب للغاية : بحيث يحق للأوكرانيين الدفاع عن أنفسهم مهما حصل . كما أنه يوضح تمتع الروس بجميع الحقوق في خوض هاته الحرب الضروس الغادرة ، ولا يتعرضون لأي خطر – حتى ولو أكد حلف الناتو ” الخائف ” ، بقيادة الولايات المتحدة ، بصوت عالٍ و واضح ، و حتى عندما بدا الغزو وشيكًا ، لم و لن يتدخلوا بأي حال من الأحوال . لذلك كان من الواجب الانتظار . انتظار ما سيفعله ” بوتين ” بخصم من المفترض أن لا يكون وحيدا , لكنه كذلك .
إن استخدام الأسلحة الكيميائية ، على وجه الخصوص من الجانب الروسي ، سيتبعه ” رد فعل ” غير محدد ، يتطلب الحذر من جانب الناتو و دول الإتحاد الأوروبي المرتعبة . فالخوف من الروس بدا واضحا في هاته الحرب التي كشفت كل الأوراق الغربية , بالرغم من ” تباطؤ التغلغل في أوكرانيا من جاني الجنود الروس ” .