ثقافة و فن

الحب في زمن الكوليرا.. للكاتب/ أبو بكر عباس – المحامي

قسم التحرير العربي بجمهورية مصر العربية .

نقد ادبى: الحب في زمان الكوليرا
مقالة /بقلم ابوبكر عباس المحامى
ماركيز وتجربة الواقعية السحرية
دائما وابدا الواقع اغرب من الخيال حياة الانسان قصه يحكيها القدر سواء اعجبه دوره وسعد به ام احزنه وتعس به وعلي اي حال انت مجبرعلي السير في اتجاه النهاية
ولكن للارادة والعزيمة الكلمة العليا في تغير مجري الاحداث الحب في زمان الكوليرا
هي روايه مغلفه بعدة اغلفه وبالقراءة ومتابعة الاحداث تتكشف الفكرة الاساسية وتنعكس شخصية المؤلف وطريقه تفكيره علي الشخوص والاحداث الغلاف الاول يكمن في الاغراق في وصف التفاصيل من شراشف وردهات واشجار الجوز والملابس الانيقه حين والملابس الرثه او القذرة احيانا والليل وظلامة والنهار واشعة الشمس المنعكسه من بين الاشجار علي صفحات مياه الجداول والانهار والمستنقعات وهذه التفاصيل الغلاف الاول للفكرة ووظيفته مد زمني عن طريق قراءة تفاصيل كثيره في صفحه واحده وتوسيع للخيال وتمهيد للاحداث وزرع القارئ في قلب الرواية وجعله يعايش الظروف المحيطة بالشخوص ليصل اليه احاسيس ابطال الروايه
من حر ورطوبه ودفء وسعادة بالاناقه وحزن علي قذارة المسكن والملبس وتهميش اهل الريف ثم تاتي المؤثرات مثل اجراس الكنائس ايام الاحاد وموسيقي نشاز تاتي من الحانات والحان جميلة وحزينه في ان واحد يعزفها الهواه في الشوارع العتيقة معزوفه بكل الم تفيض حزن ومراره علي الامال الضائعة وما ال اليه حال هؤلاء العازفين وصوت العصافير في الصباح الباكر وما يبعثه من امل وشجن
ثم ياتي غلاف اخر من الاغلفه التي يغلف بها ماركيز الفكرة الاساسية للروايه ومالهذه الاغلفه من وظائف منها التمهيد ومعايشة ظروف الشخوص ووضع القارئ في قلب الاحداث ليحس احاسيس الابطال .. ثم غلاف الاثارة والتشويق المتدفق والمتسلسل بكل سلاسه دون ادني تشنج او تناقض او خلل
ثم الشخوص التي يبدع ماركيز في صناعتها واعطاء كل شخصية قدر كبير من التفرد والتميز عن باقي شخوص الرواية .والتي تكون في بعض الاحيان اسقاط علي شخصيات حقيقية عايشها ماركيز واخري من نتاج الابداع ووحي الخيال كما في بطل روايه الحب في زمن الكوليرا :ذالك الشاب اليافع الفقير الذي راي فير مينا تلك الفتاه الجميلة الرقيقه صغيرة السن التي اعجب بها واحبها حب عذري لا علاقه له بالشهوة او الجسد التي عاني حتي لفت انتبهها وبعد عناء ومشقه احبته ولكن كان للقدر رأي اخر وماركيز عملاق متمكن من ادواته حيث يبداء القصه من نهايتها ثم يستخدم اسلوب الفلاش باك ليروي لنا ذلك الرجل ذو السبعون عام متي رأي فيرمينا وكيف احبها لدرجه الهيام وهو ابن السبعه عشر ربيع .. وتارة تسمع صوت ماركيز (الراوي) يحكي ويقص وتاره تسمع صوت ذكريات الشخوص وما يجول في خواطرهم وخلجات انفسهم واهاتهم تتصاعد بين الكلمات ندم وحسره وسعاده لاستعادة تلك الذكريات التي ما عادت تعود ثم يلعب القدر دوره في ابعاد البطل عن البطلة ووقوف ابيها في وجه ذلك الحب وتُفرقهم الايام ليعمل البطل موظف بريد ويستغل عمله في مراسلتها في كل مكان تذهب اليه قبل زواجها ثم تنقطع الاخبار ولا يبقي الا الذكريات
ثم يموت عمه فيرثه بعد معاناه مع الفقر والصعلكه و التسكع وشرب الخمر ومصاحبه فتيات الليل ليستمتع بالحب الجسدي الزائف للحظات ثم ينسي تلك الفتايات مع طلوع الشمس ليجد فيرمينا متربعة علي عرش قلبه ذلك الحب العذري العفيف الممزوج ببراءة الطفوله يفوح منه عطر ازهار الحدائق التي كانا يتقابلا فيها في فصل الربيع ثم تسافر فيرمينا مع والدها ثم يموت والدها ثم بعد عده سنوات تتزوج من طبيب شاب وسيم مستقيم حسن الخلق من عائله. مرموقه ثم تعود الي المدينة والبطل مسافر يجوب البحار ويدير شركات عمه ليصبح رئيس مجلس ادارة اكبر شركة ملاحه في الكاريبي ويعيش السهر والسفر والنزوات وتموت بداخله اشياء كثيرة الا حب الطفولة
اعادة نشر الخميس ١٤/يوليو ٢٠٢٢
بقلم ابوبكر عباس

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

أيها القارئ العزيز أنت تستعمل إضافة لن تمكنك من قراءة الجريدة العربية . المرجو تعطيل الإضافة , شكرا لك .....