مجتمع

الجزائر : مصارعة الأكباش بين سوء المعاملة و التحريم و التجريم .

بقلم حسن حويشة – الجزائر

في كل عام ، و خلال فترة عيد الأضحى ، تنتشر ظاهرة القتال بين الأغنام في العديد من المدن الجزائرية ، مصحوبة بانتقادات لهذا النوع من الترفيه الذي يشمل معاناة الحيوانات و يسقط في أمور التحريم و التجريم .

السمة الرئيسية المرتبطة بعيد الأضحى ، أهم عطلة دينية للمسلمين بعد عيد الفطر ، هو ذبح الأكباش ، لكن هاته الفترة نعمة إلى نقمة ، و من نسك إلى فعل مرتبط التحريم .

هذه الطقوس مستمدة من الحلقة القرآنية ، حيث رأى النبي إبراهيم علية السلام في رؤياه أنه على وشك التضحية بابنه إسماعيل :”فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَىٰ فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَىٰ ۚ قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ ۖ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ (102)

ولما هم النبي إبراهيم بذبح ابنه : فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ (103وَنَادَيْنَاهُ أَن يَا إِبْرَاهِيمُ (104قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا ۚ إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (105) إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ (106) وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ (107) .

لكن قبل عدة أيام من ذبح كبش الأضحية والاحتفال بالعيد ، يتجمع الشباب وكبار السن والأطفال في ساحات أحياء المدن الرئيسية ، مثل الجزائر وقسنطينة وعنابة وغيرها من المدن و الولايات الجزائرية ، لمشاهدة منافسات مصارعة الأكباش في جو مشابه جدا لجو ملاعب كرة القدم .

تُعرف هذه الظاهرة محليًا باسم “الدقة” ، أو الضوضاء العالية الناتجة عن اصطدام الأكباش . غالبًا ما يسبب القتال جروحًا لهذه الحيوانات المجترة ، خاصةً نزيف الرأس بسبب الضربات العنيفة التي يتبادلونها ، و أحيانًا يموت الكبش ( كبش الأضحية ) من شدة الإصابات .

تحمل الأكباش المشاركة في القتال عمومًا أسماء مستمدة من شخصيات أفلام ورياضات مثل كرة القدم والملاكمة . و غالبًا ما تحظى الأكباش باهتمام خاص من أصحابها وتزين برموز وأرقام منقطة بطلاء الحنة على الصوف .

و غالبًا ما يكون ثمن هذه الكباش القتالية مرتفعًا ، حيث تصل قيمة بعضها ، وخاصة من يفوز بالمباريات ، حتى مليون دينار جزائري ، أي ما يعادل 6700 يورو في بلد يقدر متوسط ​​الراتب فيه بـ 310 يورو . و عادة ما يتم تنظيم المراهنات غير القانونية على هامش المعارك ، بالاعتماد على العدد الكبير من المعجبين .

كتب الصحفي الجزائري الذي يعيش في دبي ، سلام الصغير ، مؤخرًا على فيسبوك : “مهرجانات تعذيب الكبش على وشك البدء ” ، في إشارة إلى اقتراب عيد الأضحى هذا العام في أواخر شهر يونيو المنصرم .

وتساءل المراسل بلاغيا “إلى متى ستستمر هذه الجريمة ؟ أم نعتقد أن ما نفعله مرتبط بطقس نبينا إبراهيم عليه السلام ؟ وأضاف : هذا التهور والفراغ والطفولة في أسوأ حالاتها” .

من جهته ، أكد جمال غول ، رئيس المجلس الوطني المستقل للأئمة بالجزائر ، في تصريح لوكالة الأنباء الإيطالية أنسامد ، أن “الرسول محمد ﷺ قد حرم التحريض على القتال بين الحيوانات ، ومن أشكاله قتال الأكباش ، وهو أمر شائع جدًا في الجزائر اليوم” .

وأضاف الغول : “هذا حرام في الإسلام ولا يجوز لأنه يؤذي الحيوانات ويعذبها ويمكن أن يؤدي إلى موتها ظلما . والإسلام يحرم قتل الحيوانات بغير ضرورة “.

كما يعتقد عديد من المسلمين الجزائريين أن الإسلام يدعو إلى اللطف حتى مع الحيوانات وأوضح أن القتال بين الأكباش يتعارض مع أهداف الشريعة الإسلامية . وعلق مرة أخرى قائلاً : “إننا ندعو إلى وضع حد لهذه الممارسات التي ليس لها فائدة أو مصلحة سوى الإضرار بالحيوان وتحمل عبء الخطيئة و الذنب ” . واختتم الغول بالقول “هذه ظاهرة غريبة على مجتمعنا ونأمل أن يتركها شبابنا” .

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

أيها القارئ العزيز أنت تستعمل إضافة لن تمكنك من قراءة الجريدة العربية . المرجو تعطيل الإضافة , شكرا لك .....