الجزائر : اعترافات الإرهابيين ” مسلسل رمضاني يبثه الإعلام المحلي للضحك على الأذقان ” .
الجريدة الإخبارية .
كعادتها ” السيئة ” لتعتيم الصورة غير الواضحة من الأساس لواقع شعب المليون و نصف المليون شهيد . دأب الإعلام الجزائري المملوك للدولة في صنع تمثيليات رديئة الإخراج و السيناريو , تصور اعترافات رجال مقبوض عليهم حديثا , بينما تبدو أيدهم مكبلة بأصفاد حديدية , حتى تعطى صورة نمطية ” للمجرم الخطير ” , الذي يطلق عليه الإعلام الجزائري اسم ” الإرهابي ” .
في إحدى الفيديوهات التي بتتها ” وكالة الأنباء الجزائرية ” على موقعها بشبكة الإنترنت , يصور مخرج الحلقة , رجلا أشعث , ضعيف الحال , يبدو عليه تكالب السنين واضحا من خلال تركيب شكل أسنانه المهترئ , و شعر رأسه و لحيته المنفوش . يتكلم بأريحية و كأنه يحكي قصة لصديقه بكل شغف و لهف . حيث يبدأ الإرهابي عبد الحق زموري ( حسب الفيديو المصور ) في سرد قصة لا يفهم فيها من المتن إلا أسماء الأماكن و الأشخاص . و بينما يحكي الإرهابي ( المزعوم ) مغامرة تافهة , تدور أحداثها بمنطقة تيزي وزو و انتقاله إلى ولاية سكيكدة , مقدما بالشرح و التفصيل ” هجومه رفقة الإرهابيين ” على أحد الأبناك , و فشل محاولة السطو و الاستيلاء على أموال المؤسسة المالية . يبدو أن مخرج الحلقة و كاتب النص نسي أن يحسن من جودة المادة المقدمة ” للشعب الجزائري ” , حتى لا تكشف تفاهة المحتوى و رداءة التعليق خاصة و أنه قد يشاهد البث غير الجزائريين خارج ترابهم الوطني , حيث علقت وكالة الأنباء الجزائرية على التقرير الذي بثه أيضا التليفزيون المحلي بعبارة مفادها : اعتبر الإرهابيان بن حميدة رشيد المدعو حذيفة وزموري عبد الحق المدعو الحاج، الموقوفان مؤخرا بولاية سكيكدة ، أن العمل المسلح الذي يتبناه التنظيم الإرهابي الذي ينتميان إليه هو “مشروع فاشل” يعتمد على “فتاوى خاطئة” تصدر عن أشخاص “لا يعتد بآرائهم” . ( نقلا عن وكالة الأنباء الجزائرية ) . و كان هذا التعليق المصاغ بطبعة مألوفة , تعبيرا مجازيا على أن السلطات الجزائرية تسعى إلى إيصال ” فكرة ما ” إلى المواطن المحلي . و بالتالي عمدت أو تعمدت في تسجيل حلقات لبثها في شهر رمضان حتى يستأنس بها المواطن العادي , متصورا الدور المغوار الذي تقوم به سلطات بلده في القضاء على الإرهاب و الإرهابيين . بيد أن لسان الحال يصف تمثيلية ” رديئة ” صورت للضحك على شعب غارق في مشاكل معيشية و اجتماعية و اقتصادية , و بلد لا يعرف سياسيوه إلا إخراج مواد إخبارية ” للضحك على الأذقان ” .