سياسة

التهديد والابتزاز والبريكس أو رقصة الديك المذبوح للبوليزاريو والجزائر .

الجريدة العربية – محمد جواد الكنابي*

وجه انفصاليو تنظيم مرتزقة البوليزاريو مرة أخرى تهديداتهم ضد الشركات الأجنبية المقيمة في الصحراء المغربية والتي تستثمر في الأقاليم الجنوبية للمملكة . ولكن هذا ليس سوى استمرارية لفكرة مهيمنة تقريبًا . حيث سبق وهدد المرتزقة تحت قيادة الجزائر المغرب في يناير الماضي بـ “حرب استنزاف شعبية وطويلة الأمد” . واليوم تريد جبهة البوليزاريو اللقيطة مهاجمة الشركات الأجنبية المقيمة على الأراضي المغربية ، وخاصة تلك التي من المفترض أن تقوم بتنفيذ مشاريع الطاقة الخضراء .

وبحسب بلاغ صحفي لممثل الميليشيا الانفصالية المتمركز في بروكسل، فإن هذه الاستثمارات، مثل اتفاقيات الصيد والزراعة بين الاتحاد الأوروبي والمغرب، سيكون مصيرها الفشل .

و يقول ممثل البوليزاريو : “إن استثمار الشركات في مشاريع الطاقة الخضراء لن يساهم إلا في خسرتها ، مع المخاطرة بحياة عمالها” ، “ولن يؤدي إلا إلى قطع الطريق أمام استثمارات مستقبلية واعدة مع …. ” إرهابيي التنظيم المرتزق . ووفقا لمنطقهم المجوف ، فإن هذه الاستثمارات لن تكون مجدية إذا تمت مع المغرب ، ولكنها ستكون واعدة إذا تمت مع عصابة من المجرمين الذين يهددون منطقة شمال إفريقيا برمتها ، ويؤخرون اندماج هذه المنطقة منذ 50 عاما ، و كذلك الحال للسنوات القادمة .

سوف تكون جبهة البوليزاريو قادرة على إطلاق أفضل ما لديها من تهديدات ، والادعاء بأنها تريد شن حرب غرب الجدار الأمني ، ولكنها تعض فقط على الذيل . لذا، لا ينبغي لنا إلا أن نرى أن ما تقوم به ما هو إلا اندفاع متهور آخر من قبل هذه المجموعة المسلحة ، يقتصر على نشر بيانات صحفية حربية خيالية كل يوم .

و بغض النظر عن نباح الجراء المدربة ، فإن الاستثمارات الأجنبية في مناطقنا الجنوبية تسير بشكل جيد، وفي الشهر الماضي زار وفد بريطاني بقيادة الرئيس التنفيذي لمجموعة أوبلين (شركة متخصصة في هندسة وتوريد وبناء أنظمة الطاقة الشمسية الكهروضوئية وتوربينات الرياح)، السيد برانان تيمبيست ، المنطقة و تغنى بمؤهلاتها و بقدرة المملكة علة المضي قدما في المسيرة التنموية .

وأحاط الوفد علما بأبرز المشاريع الهيكلية بجهة الداخلة وادي الذهب، وبزخم التنمية والتقدم الذي تعيشه هذه الجهة على كافة المستويات. من جانبه، قام المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب بتشغيل محطة الرياح ببوجدور بشكل تجاري . وتبلغ طاقتها 300 ميجاوات. وهذا هو مشروع الرياح الثامن الذي ينفذه المكتب في الصحراء المغربية والرابع عشر على المستوى الوطني .

إن المغرب، مع كل الاحترام الواجب للجزائر ، التي عادت من مجموعة البريكس بهزيمة مهينة علنًا، قد أصبح بلا شك منصة للعديد من الفاعلين الاقتصاديين المحليين والأجانب . إنه منصة أو أساس متقدم للاستثمار في إفريقيا، لا سيما مع ظهور مراكز مالية قوية إلى حد ما، و أيضًا مع الإجراءات المصاحبة للرؤية الملكية المستنيرة للغاية.

وفي أجزاء من أفريقيا، أصبح المغرب المستثمر الأجنبي الأول في القارة، مما يمهد الطريق لحلفائه الرئيسيين.

كما تتمتع الداخلة والعيون بالأقاليم الجنوبية بإمكانات لا يمكن إنكارها، سواء في الفلاحة أو اللوجستيات أو الصناعة أو الطاقة أو الطاقات المتجددة وغيرها من القطاعات. وتطمح المملكة إلى دعم ظهور مراكز جهوية جديدة بالمغرب من أجل تنويع مصادر خلق القيمة وتوفير فرص العمل للساكنة المحلية وخلق الثروة.

بعد النكسة الموجعة التي تعرضت لها الجزائر وميليشيا البوليزاريو من قبل رؤساء دول مجموعة البريكس في ‘إعلان جوهانسبرغ الثاني’، ورفض إضافة الجزائر ضمن المجموعة، دون أن ننسى تنصل الأعضاء وما تعرضت له جنوب أفريقيا التي دعت إبراهيم غالي دون طلب الإذن من المؤسسين للبريكس ، وجدت جبهة البوليزاريو نفسها مرة أخرى في موقف إذلال يصعب نسيانه .

ولا شك أن هذا هو السبب الذي يجعل المليشيا تحاول إغراق قواربها من خلال عملية التلفظ ونشر التهديدات. وبقراءة ‘إعلان جوهانسبرغ الثاني’، تؤكد مجموعة البريكس التزامها الراسخ بالتعددية، بما يتماشى مع المبادئ المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة، ولا سيما عدم التدخل والسلامة الإقليمية والحل السلمي للنزاعات. بما يتوافق مع قرارات مجلس الأمن لإيجاد حل سياسي دائم.

ومما أثار استياء الجزائر وجبهة البوليزاريو أن هذه الصيغة المستخدمة تسحب البساط من تحتهما، نظرا لأن حصانهما في مسألة الصحراء المغربية هو على وجه التحديد التدخل في الشؤون الداخلية للمغرب، واستهداف الأراضي الصحراوية للمملكة . رفض التعددية من خلال رفض أي وساطة، ومحاولة إشراك الاتحاد الأفريقي (الذي قبل الميليشيا كعضو فيه بفضل تلاعب الجزائر، هيئة التحرير) في هذا الملف .

ومن ثم، فإن الإعلان يدعم بلا شك الموقف المغربي الشرعي و المشروع ، الذي أكد باستمرار على ضرورة احترام ودعم هذه العملية التي تقودها الأمم المتحدة وحدها.

علاوة على ذلك، فقد أشارت مجموعة البريكس بوضوح إلى موقفها فيما يتعلق بعلاقاتها مع المغرب، ولا سيما أهمية الشراكات الاستراتيجية. أضرار جانبية و كارثية أخرى للجزائر التي تكتشف من خلال هذا القرار ، أن كل شيء يمضي على عكس مع تخطط إليه ، في محاولاتها اليائسة لمعارضة المملكة المغربية .

وقد أعربت مجموعة البريكس عن دعمها المطلق للعملية التي يقودها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، والذي يواصل دعم النهج المغربي للحكم الذاتي . و في الأخير رفض مجلس البريكس ترشيح الجزائر بقرار كان صفعة مؤلمة غير متوقع من قبل الجار الشرقي ، الذي فرح قبل الإعلان . وفجأة، ومثل الغراب الخجول والمرتبك، أقسم المسؤولون الجزائريون، و بقرار أحادي و متأخر كثيرا ، أنهم لن يتم التلاعب بهم مرة أخرى واختاروا الامتناع عن المشاركة في القمة.


* محرر بمنصة هسبريس فرنسي

المصدر
hespress
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

أيها القارئ العزيز أنت تستعمل إضافة لن تمكنك من قراءة الجريدة العربية . المرجو تعطيل الإضافة , شكرا لك .....