
البيوت الطينية القديمة كنوز تراث المغرب الجميل.
الجريدة العربية – لحسن كوجلي
تعد البيوت الطينية القديمة، من الكنوز التراثية لسكان المغرب القدامى، و كانت بالنسبة اليهم ملاجئ للحماية ومواجهة إشكالية السكن، و ذلك بالاعتماد في بناءها على استعمال أدوات و مواد بسيطة تتناغم مع الطبيعة و غير مكلفة ماديا.

و من مميزات هذه البيوت أنها تصمد أمام العوامل المناخية القاسية، دافئة خلال الأيام الباردة و ممتصة لحرارة الصيف، فضلا على أنها ترمز إلى العبقرية الهندسية و الفن المعماري للإنسان ما قبل ظهور العلوم الحديثة.
و لجمالية هذه البيوت الطبيعية شكلا و منظرا، صنفت منظمة الأمم المتحدة للتربية و العلم و الثقافة ” اليونسكو ” مجموعة من التجمعات السكنية بعدة مناطق مغربية من هذا القبيل كثرات عالمي، بكل من فاس ومكناس ومراكش و الجديدة و الصويرة و قلعة أيت بن حدو بوارززات.
و يوجد بإقليم أزيلال بجهة بني ملال خنيفرة، مناطق غنية بهذا النوع من البيوت التراثية المتميزة بأسلوب معماري الجميل جدا، تعتبر من الكنوز المحلية، مكنت بجادبيتها، استمالة سياح من كل بقاع الأرض من دون انقطاع، ومن بين هذه المناطق، تبانت، ايت بوولي و ايت عباس…
و باعتبار هذه البيوت الطينية بأزيلال، عشق السياح الذي لا ينتهي، و الفن المعماري الأصيل عبر التاريخ، و رمز من رموز قوة و عظمة الإبداع الإنسان الامازيغي ، نتمنى أن نرى استمرارية العمل ببناء هذه البيوت بشكلها الهندسي الجميل و بألاسلوب المتطور و بالتقنية الحديثة، في أفق خلق نظام سكني يستجيب لراحة الإنسان، بعيدا عن استعمال المواد الاسمنتية المكلفة.