أخبار المغرب

الأستاذ الجامعي التجمعي ومغربية الصحراء: علم في خدمة الوطن

الجريدة العربية -مكتب الرباط 

في سياق التعبئة الوطنية المستمرة دفاعًا عن الوحدة الترابية للمملكة، يبرز نموذج الأستاذ الجامعي المنتمي لحزب التجمع الوطني للأحرار، كفاعل محوري يجمع بين التمكّن العلمي والانخراط السياسي، مساهماً بفعالية في الترافع عن مغربية الصحراء من داخل الجامعة ومنابر الفكر، ومن مواقع التأثير الحزبي والإعلامي.

فعلى عكس الصورة التقليدية التي تحصر الترافع في الدبلوماسية الرسمية، أصبح الدفاع عن قضية الصحراء المغربية مسؤولية مشتركة تتقاطع فيها أدوار النخب السياسية، الأكاديمية، والمجتمعية، في انسجام تام مع التوجيهات الملكية الداعية إلى إشراك مختلف الفاعلين في حماية السيادة الوطنية.

ويحتل الأستاذ الجامعي التجمعي موقعًا استراتيجيًا مزدوجًا، يمنحه قدرة على التوجيه والتأثير في مجالات عدة. فمن خلال خلفيته العلمية، يُنتج خطابًا أكاديميًا رصينًا يساهم في تفكيك الأطروحات المعادية، بينما يُوظّف انخراطه السياسي لتغذية الخطاب الحزبي بمضامين مؤسِّسة ترتكز على الشرعية التاريخية والقانونية للموقف المغربي.

وقد برز هذا الدور بشكل ملموس خلال مشاركات الأساتذة الجامعيين التجمعيين في إعداد البرنامج الانتخابي لسنة 2021، والذي أولى لقضية الصحراء مكانة مركزية ضمن رؤية الحزب لتعزيز موقع المغرب كقوة إقليمية مسؤولة. كما أطلق الحزب في نونبر 2024 لجنة خاصة تضم أطرًا أكاديمية، تولت تنظيم لقاءات تكوينية لتأطير المناضلين وتمكينهم من أدوات الترافع العلمي والقانوني، في سياق رهان دبلوماسي حزبي متصاعد.

وفي فبراير 2025، أطلق التجمع الوطني للأحرار حملة وطنية واسعة لتعزيز التواصل الدولي حول مغربية الصحراء، تلتها دورة تكوينية بمدينة الداخلة تحت عنوان: “تقنيات الترافع عن قضية الوحدة الترابية”، أشرف عليها الأستاذ محمد أوجار، عضو المكتب السياسي، بمشاركة منسقين جهويين وبرلمانيين وأساتذة جامعيين، في خطوة نوعية تعكس احترافية الحزب في مقاربة هذا الملف.

أما في مارس 2025، فقد نظمت شبكة الأساتذة الجامعيين للحزب فرع بني ملال خنيفرة لقاء علميًا ناقش التحديات التنموية والحكامة الجيدة، حضره نخبة من الكفاءات الوطنية، وشدد خلاله الأستاذ محمد الصديقي على أهمية تسخير المعرفة العلمية لخدمة القرار السياسي، بما يضمن الانتصار للقضايا الوطنية في مختلف المحافل.

ولا يقتصر دور الأستاذ الجامعي التجمعي على الإنتاج النظري، بل يتعداه إلى التأطير الميداني والمساهمة في بناء رأي عام وطني واعٍ. وقد شهد شهر يناير 2025 تنظيم ندوة وطنية بمدينة الداخلة حول “آليات الترافع عن قضية الصحراء المغربية”، بشراكة بين حزب التجمع الوطني للأحرار والجمعية المغربية للإغاثة المدنية، أكدت على أهمية تنسيق الجهود بين مختلف الفاعلين، انسجامًا مع مضامين الخطاب الملكي السامي الذي وصف فيه جلالة الملك محمد السادس، نصره الله، قضية الصحراء بأنها “قضية كل المغاربة”.

وفي إطار الحركية الأكاديمية، يُعد الأستاذ الجامعي محمد هموش مثالًا حيًا على الترافع العلمي، حيث أشرف سنة 2023 على إصدار جماعي بعنوان: “تثمين القرار الإسباني بشأن مقترح الحكم الذاتي”، استعرض فيه التحولات الجيوسياسية المتصلة بالملف، واستراتيجية المغرب في توظيف القوة الناعمة لتكريس مغربية الصحراء وتحصين مكتسباته.

هذا الانخراط النوعي يعكس وجهًا جديدًا للترافع الأكاديمي، لا يكتفي بإنتاج المعرفة، بل يوظفها في المعركة الوطنية الكبرى، من خلال مقاربات تستند إلى الذكاء الاستراتيجي، وتنسجم مع رؤية المغرب كدولة مؤسساتية تدافع عن قضاياها العادلة بالحجة والقانون والتواصل الفعّال.

في المحصلة، يُقدّم الأستاذ الجامعي التجمعي نموذجًا للنخبة المواطنة، التي تنخرط علميًا وسياسيًا في صون السيادة الوطنية، وتُسهم في ترسيخ صورة المغرب كبلد مؤمن بعدالة قضاياه، ومتمكن من إيصال صوته إلى العالم بوسائل عصرية، ترتكز على التكوين، والخطاب العلمي، والدبلوماسية الموازية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى