وقفات احتجاجية للجالية المغربية في إيطاليا بسبب تأخير تحيين رخصة السياقة .

الجريدة العربية – ذ. بوحافة العرابي *

شهدت صباح اليوم ست مدن إيطالية وقفات احتجاجية أمام القنصليات العامة للمملكة المغربية، نظمتها جمعيات وفعاليات المجتمع المدني المغربي المقيمة فوق التراب الإيطالي ، وذلك للتنديد بالتأخير الذي طال عملية تحيين رخصة السياقة المغربية واستبدالها بنظيرتها الإيطالية. وقد شَهِدَت هذه الوقفات مشاركة ملحوظة من أفراد الجالية المغربية المقيمة في إيطاليا، والذين عبّروا عن استيائهم من بطء الإجراءات التي تعيق استفادتهم من حقوقهم المتعلقة بقيادة المركبات، والتي تعتبر ضرورية للحياة اليومية والعمل والتنقل.

ملف معلق رغم الاتفاقيات الثنائية

يعود أصل هذا الاحتجاج إلى المعاهدة التي وقّعتها الحكومة المغربية، ممثلة في سفير المملكة بروما الأستاذ يوسف بلا، ووزير النقل الإيطالي اليميني ماثيو سالفيني، في مارس من العام الماضي، والتي تضمنت تحديث رخص السياقة المغربية وتسهيل عملية معادلتها بالرخص الإيطالية. غير أن التأخير الحاصل في تنفيذ هذه الاتفاقية تسبب في تزايد معاناة المهاجرين المغاربة، خاصة وأن إمكانية استبدال رخص السياقة توقفت منذ عام 2020، أي منذ حوالي خمس سنوات.

احتجاجات منظمة ورسائل واضحة

كانت الوقفة الاحتجاجية أمام القنصلية العامة في مدينة فيرونا واحدة من أبرز هذه الوقفات، حيث تميزت بتنظيمها الجيد والتزامها بالبرتوكولات القانونية المعتمدة في مثل هذه التظاهرات. وساهمت المشاركة النسائية في تعزيز الرسالة الموجهة إلى المسؤولين، حيث رفع المتظاهرون شعارات تطالب بضرورة الإسراع في تفعيل الاتفاقيات الموقعة، مشددين على أن غياب رخصة السياقة يعقد حياتهم اليومية، إذ يحرمهم من فرص عمل مهمة، ويؤثر على قدرتهم على التنقل لحضور المواعيد الطبية أو متابعة المصالح الإدارية، مما يؤدي إلى مشاكل اجتماعية قد تصل إلى تفكك الأسر.

دور الجمعيات في تأطير الاحتجاجات

لعب الفاعل و الناشط الجمعوي المقتدر السيد حسن بوعبيد ، دورًا مهمًا في تنظيم الوقفة بمدينة فيرونا، حيث حرص على ضمان سلمية الاحتجاج ومنع أي استغلال للمظاهرة من قبل جهات غير مسؤولة ، ولم يدع لذوي النيات الخبيثة و المبيتة ، الإنسلال لصفوف المحتجين و الركوب على الموج بغية رفع شعارات قد تضر بالمصلحة العامة . كما تولى الأستاذ الحسين فتيح، الناطق الرسمي باسم الائتلاف الجمعوي بإيطاليا، مسؤولية التنسيق، وبالمناسبة سهر على كل صغيرة و كبيرة من أجل الحفاظ على السير السلمي و الحضاري الذي اتسمت به هاته الوقفة ، مما ساهم في إنجاحها والحرص على احترام القوانين المحلية.

استجابة القنصلية العامة في فيرونا

وفي خطوة إيجابية، استقبلت السيدة وفاء الزاهي، القنصل العام للمملكة المغربية في فيرونا، وفدًا يمثل المحتجين، حيث استمعت إلى مطالبهم ووعدت برفع تقرير إداري إلى الجهات الوصية في المغرب للنظر في المشكلة. وقد أبدت تفهمها الكامل للمعاناة التي يواجهها أفراد الجالية المغربية جراء هذا التأخير، مؤكدة التزام القنصلية بفتح قنوات التواصل وتسهيل ولوج المواطنين إلى الخدمات الإدارية.

مطالب الجالية ورسالتها إلى الحكومة المغربية

طالب المحتجون الحكومة المغربية بتسريع إجراءات تحيين رخص السياقة المغربية، مؤكدين أن التأخير الحالي يضعف ثقتهم في مؤسساتهم الرسمية. كما شددوا على ضرورة تبسيط المساطر الإدارية وتجاوز العقبات التقنية التي تعيق تنفيذ الاتفاقيات الموقعة مع الجانب الإيطالي.

وتعكس هذه الاحتجاجات الحاجة الملحة لمعالجة ملف رخص السياقة المغربية العالق منذ سنوات، والذي بات يؤثر بشكل مباشر على حياة آلاف المغاربة المقيمين في إيطاليا. وبينما تُظهر القنصليات المغربية تجاوبًا أوليًا مع مطالب المحتجين، يبقى التحدي الأكبر هو تحقيق خطوات فعلية على أرض الواقع، لضمان تنفيذ الاتفاقيات الثنائية وتمكين الجالية المغربية من حقوقها الأساسية في التنقل والعمل دون قيود بيروقراطية.


* ذ. بوحافة العرابي كاتب صحفي و رئيس هيئة النشر و التحرير بالجريدة العربية .

Exit mobile version