أعمدة الرأي

اختلالات في تنزيل برنامج أوراش بإقليم بوجدور .

الجريدة العربية – الرباط

إن المتتبع لتنزيل برنامج “أوراش” في شقه المتعلق بالأوراش العامة المؤقتة بإقليم بوجدور ، سيقف على مجموعة من الاختلالات التي شابته منذ الدُفعة الأولى إلى اليوم ، و تتمثل هذه الاختلالات في عدة مستويات سنتطرق إليها بالتفصيل في هذا المقال .

الأستاذ رضوان ادليمي
الأستاذ رضوان ادليمي

نبدأ مقالنا بالاتفاقية التي تؤطر هذه الأوراش بين الجمعيات و باقي الشركاء ، فمن خلال اطلاعنا على عدد مهم من الاتفاقيات المذكورة الخاصة بالجمعيات و التعاونيات الحاضنة لبرامج أوراش ، نجد أن هذه الاتفاقية فضفاضة جداً و غير واضحة في بنودها ، بل إنها في بعض الحالات تم تعديلها و تكْييفها خاصة في ظل امتناع الجماعة الترابية لبوجدور عن التوقيع على اتفاقيات لمجموعة من الأسباب . هذا الأمر جعل قسم العمل الاجتماعي بعمالة الإقليم يُكيِّفُ الاتفاقيات ليَحِلَ القطاع الوصي محل الجماعة الترابية لبوجدور .

و تنُص الاتفاقية المذكورة في المادة الثامنة على أن المجلس الإقليمي يلتزم بتحويل منحة لتأطير الورش و شراء المعدات و دفع رواتب المؤطرين في الورش على دفعتين متساويتين الأولى عند بداية الورش و الثانية عند انتصافه ، و كذا تقديم الدعم التأطيري و اللوجستي اللازم لإنجاز الاوراش من قبيل المعدات الأولوية و التأطير ، و هو ما لم يلتزم به المجلس الإقليمي إلى اليوم خاصة للجمعيات و التعاونيات التي احتضنت الدُفعة الأولى من أوراش .

إلى حدود الساعة مازال المجلس لم يوفي بالتزاماته اتجاه المنظمات غير حكومية الحاضنة للأوراش ، رغم أن مدير مصالح المجلس أشار في اجتماع حضره السيد العامل بتاريخ 21 يونيو 2022 بمقر عمالة الإقليم , فإن المجلس سيعمل على تحويل هذه المنح في الوقت القريب الذي بات بعيدا دون أن تتوصل هذه الجمعيات و التعاونيات بحقوقها المكفولة قانونا . و هذا التأخر أو التأخير في صرف المنح جعل الجمعيات و التعاونيات الحاضنة للأوراش اليوم تقوم بعمليات البيع و الشراء في عقود العمل بالأوراش لتغطية الخصاص المالي الذي تعاني منه هذه المنظمات مع بعض الاستثناءات في ظل تماطل المجلس الإقليمي في الوفاء بالتزاماته ، ثم إن أكثر ما يدعو إلى الاستغراب هو أن هذه المنح التي سيتم تحويلها لم يُحدد مبلغها كتابة في الاتفاقية ، بل ظل مكانها فارغا تماما رغما أن الاتفاقيات تم توقيعها من طرف كل الشركاء .

ثم إن ما يُثير الدهشة هو تعالي بعض المسؤولين على بعض المستفيدين من البرنامج و المدمجين في بعض الإدارات و المصالح التي يتم فيها مزاولة بعض الأشغال المندرجة في إطار البرنامج ، و أخص بالذكر هنا المسؤول عن منصة الشباب التي أصبحت أكبر عقبة تواجه الشباب ، و مقبرة لأحلامهم و مشاريعهم ، ثُم صاحب أكثر المهام بالإقليم الذي يجمعُ بين إدارة الثانوية الإعدادية و إدارة مؤسسة أوكل إليها تنشئة و إعداد الأجيال التي نُراهن عليها في قيادتنا في المستقبل ، علاوةً على أنشطته الثقافية السياسية و الحقوقية و البيئية .

إن التسرع و الارتجالية و ضبابية الرؤية و غياب التنسيق ، و ضُعف فهم كافة الشركاء في تنزيل هذا البرنامج ، بدء بالمجلس الإقليمي و قسم العمل الاجتماعي و الأنابيك و صندوق الضمان الاجتماعي بالدرجة الأولى ثم الجمعيات والتعاونيات بدرجة ثانية ، كان سببا رئيسا في بروز هذه الاختلالات و التي كان بالإمكان تجاوزها عن طريق فهم أهداف البرنامج من طرف المصالح المتدخلة و إنجاز تكوينات لفائدة الجمعيات و التعاونيات و وضع برامج عمل و تسطير أهداف قصد تحقيقها من خلال هذا البرنامج الذي يهدف بالدرجة الأولى إلى دعم الفئات الهشة و المتضررة من تبعات جائحة كوفيد19 . ثم تأهيل اليد العاملة التي تجد صعوبة في إيجاد عمل من أجل تعزيز مكانتها للحصول على فرص عمل ، ثم مسائلة الجمعيات و التعاونيات على كافة الاختلالات التي يمكن أن تقع خلال فترة إنجاز الورش عملاً بمبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة .

لابد لنا أن نعترف أن التنمية بهذا الإقليم معطوبة ، و أن القبليّة الضيقة لا تدفع عجلتها إلى الأمام بقدر ما تكبحها و تُفرمل سيرورتها في مجموعة من المشاريع ( أوراش ، الميناء ، الحركية و الجولان ، المنطقة الاقتصادية ، حقول الطاقة ، المبادرة الوطنية للتنمية البشرية … ) و أنه آن الأوان أن ننظر إلى الإكراهات الموجودة على الأرض و أن نسعى إلى إيجاد حلول لها ، و أن نرتقي بإقليم التحدي الذي له من المقومات الاقتصادية و الكفاءات البشرية ما يبوئه مراتب متقدمة في كافة المؤشرات التنموية على الصعيدين الجهوي و الوطني .

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

أيها القارئ العزيز أنت تستعمل إضافة لن تمكنك من قراءة الجريدة العربية . المرجو تعطيل الإضافة , شكرا لك .....