ألم الصفعة لن يندمل : لو كانت الحكومة تفكر في مستقبل أبناء عموم المغاربة كما تفكر في مستقبل أبنائها لتم حل مشكل الأساتذة . لكن مع الأسف مسؤولون لا يؤمنون إلا بمنطق ” نفسي نفسي ومن بعدي الطوفان “ .
فمشكلة جميع القطاعات حتى قطاع التعليم إذا كانت القضية ليست قضيته ، يلعبون دور المتفرج في ظلم و معاناة الآخرين و ينسوا أن الأمر ما هو إلا انتظار للدور فما جرى للأساتذة و لموظفي الجماعات و حاملي الشهادات ، لابد أن تصل شظاياه لكل القطاعات الأخرى ، هي فقط مسألة وقت ، وحتى لا ننسى بأن العرب من المحيط إلى الخليج دمروا العلم و العلماء و التعليم و اهتموا بإنشاء جيل مهووس باللعب و الغناء و الكرة و تمجيد التفاهة …..
في رواية أن ” الأستاذ عبد الجبار عبدالله ” الذي كان رئيساً لجامعة بغداد سنة 1958 و هو أحد الطلاب الذين تتلمذوا على يد العالم ” ألبرت أينشتاين ” في معهد ماساشوستس في الولايات المتحدة ، عندما حدث انقلاب القوميين و الإسلاميين على سلطة عبد الكريم قاسم سنة 1963 اعتُقل عالم الفيزياء العراقي و تلميذ أينشتاين رفقة أطر و سياسيين و أساتذة و عسكريين، و عندما أُفرج عنه هاجر إلى الولايات المتحدة ، و عمل أستاذاً في نفس المعهد ، و منحه الرئيس ” هاري ترومان ” أعلى وسام و هو ” وسام العالم ” .
أحد المعتقلين يعرف جيداً ” الأستاذ عبد الجبار عبد الله ” ، يقول إنه كان يشاهده مستغرقاً في تأملاته و كانت دموعه تنهمر أحياناً ، فتجرأ ذات يوم وسأله عن سبب بكائه ، فأجاب الأستاذ : ” عندما جاء الحرس القومي لاعتقالي ، صفعني أحدهم فأسقطني أرضاً ثم فتش جيوبي وسرق ما لدي ، و أخذ فيما أخذ قلم الحبر الذي أهداه لي “ألبرت أينشتاين” ، يوم حصولي على شهادة الدكتوراه التي وقعها بذات القلم ، و كان قلماً جميلاً من الياقوت الأحمر ، و لم أكن أستعمله إلا لتوقيع شهادات الدكتوراه لطلابي في جامعة بغداد ، صمت الرجل قليلاً ” … ثم قال : ” لم تؤلمني الصفعة و لا الاعتقال المهين ، ما ألمني أن الذي صفعني كان أحد طلابي ” .