أشبال الأطلس يعبرون إلى ربع نهائي كأس إفريقيا للشباب … لكن الأداء يثير أكثر من علامة استفهام!
الجريدة العربية – الرباط
بأداء متذبذب وفعالية قاتلة في الدقائق الحاسمة، حقق المنتخب الوطني المغربي لأقل من 20 سنة انتصارًا ثمينًا على حساب المنتخب التونسي بنتيجة 3-1، عصر اليوم الأربعاء 7 ماي 2025 بملعب هيئة قناة السويس بمدينة الإسماعيلية، ليضمن بذلك تأهله إلى ربع نهائي كأس إفريقيا للشباب المقامة في مصر.
رغم التأهل المستحق على الورق، إلا أن ما قدمه أشبال المدرب الوطني محمد وهبي لم يكن مطمئنًا بالشكل المطلوب، خصوصًا في ظل فترات طويلة من التراجع والارتباك أمام منتخب تونسي لم يكن في أفضل حالاته، لكنه أحرج الدفاع المغربي أكثر من مرة وكان قريبًا من قلب الطاولة.
المنتخب المغربي اكتفى طيلة الشوط الأول بالتحصين الدفاعي، تاركًا الكرة للتوانسة الذين ضغطوا بقوة دون نجاعة، إلى أن جاءت الدقيقة 44، حين استغل أيمن أرقيق تمريرة عرضية رائعة من فؤاد الزهواني ليسكن الكرة في الشباك برأسية مركزة، مفتتحًا باب التهديف ضد مجريات اللعب.
في الجولة الثانية، ظهر المنتخب التونسي بعزيمة أقوى، وتمكن من تعديل النتيجة في الدقيقة 53 عن طريق أنيس دوبال بعد تسديدة غيرت اتجاهها وخدعت الحارس يانيس بنشاوش، وسط ارتباك واضح في تمركز الدفاع الوطني. وهنا ظهرت علامات استفهام كثيرة حول قدرة المنتخب على التحكم في إيقاع المباراة والرد على الضغط.
لكن رغم هذا الارتباك، أثبت الأشبال أن لديهم ما يكفي من الذكاء الهجومي، فسجلوا هدفين قاتلين في آخر دقائق اللقاء، عن طريق إسماعيل باختي في الدقيقة 86 يونس العبدلاوي في الدقيقة 90+2، لينتزعوا بطاقة التأهل من بين أيدي نسور قرطاج.
ومع أن النتيجة إيجابية، فإن الأداء ما زال بحاجة إلى الكثير من التحسين. فالارتباك الدفاعي، وضعف صناعة اللعب، والتغييرات غير المفهومة أحيانًا من المدرب محمد وهبي، تطرح تساؤلات حقيقية حول مدى جاهزية هذا الجيل لرفع راية الوطن عاليًا أمام منتخبات أكثر قوة وخبرة.
المغاربة، بطبعهم، لا يبخسون الإنجاز، لكنهم أيضًا لا يجاملون حين يكون الأداء دون التطلعات. نريد منتخبًا شابًا يقاتل ويلعب بروح البطل، لا فريقًا يركن إلى الحظ وارتباك الخصم. والكرة الآن في ملعب الطاقم التقني، لتصحيح المسار قبل فوات الأوان.