
أزيلال : من يتحمل مسؤولية خسائر الفيضانات بجماعة بني عياط؟
الجريدة العربية – لحسن كوجلي
فجأة، و بعد جفاف طويل الأمد، نطقت طبيعة أزيلال بما هو حالها عبر التاريخ. رعد و مطر كثيف يخلق جريان مياه ينتهي بها المطاف اما في البحر أو في المستنقعات او الى ان تختفي في الا ض. و مصطلح الفيضان، معضلة سببها البشر الذي يعترض طريق الامطار اما بقصد أو عن جهالة أو طمع في الاستيلاء على الأرض أو خشونة عند بناء المشاريع.
و من أسس الدولة في المغرب، وجود سلطة قوية و نزيهة، يكون من مهامها التصدي لمخالفي القانون، فلو تحقق هذا الفعل بنسبة كبيرة، قد تختفي مجموعة من الظواهر التي تخلق مشاكل للمواطنين.
في بني عياط بإقليم أزيلال، قامت ساكنة بعض الدواوير ممن في نفسها غضب وسخط، بنصب خيمة احتجاجية على خلفية تعرضها لخسائر مادية ناتجة عن فيضانات ضربت المنطقة مؤخرا، موجهة مطالب للسلطات من أجل التدخل وتقديم المساعدة.
إن ساكنة أيت عياض القدامى العالمين بأمور الحياة، قد استوطنو في ما مضى قمم الشعاب و رؤوس الجبال، متحملين المشاق و الصعاب نجاة لأنفسهم من كل المخاطر العدائية و الطبيعية، بعكس ساكنة اليوم التي نزلت و استقرت في قدم الجبل، معرضين أنفسهم لمخاطر مجرى المياه، و هو ما يحصل الآن كلما هطل مطر كثيف، و النتيجة، تعرض الكثير من الناس و الحيوانات و البنيات التحتية والطرق و المرافق العمومية و بيوت الله إلى خسائر مادية فادحة.
إن من يتحمل مسؤولية ما جرى ببني عياط، هو مسؤولية الجميع، مسؤولية المواطن الذي تقوده نوازع نفسه إلى الاستقرار في أماكن الخطر، و مسؤولية المنتخب الذي ينظر إلى المواطن كرقم انتخابي و ليس كمواطن عليه مسؤولية الحفاظ على حياته و ممتلكاته، و مسؤولية السلطة الذي تغض البصر عن مخالفة المنتخبين و المواطنين عند إقدامهم على البناء و التشييد.
بدوار العوينة، قلعة رئيس الجماعة الترابية، حيث تصعنت فضيحة تعرض مدرسة تربوية، لحظة اجتياح مياه الفيضان إلى حدود زوايا الحجرات الدراسية، و حدوث مستنقعات مائية أمام مسجد و مستوصف. و يتساءل الكثير لقاء هذه المشكل، عن موقف مندوبية الاوقاف و مديرية التعليم لحظة بناء هذه المعالم، و أين كانت السلطات عندما كان يختار الناس إقامة بيوتهم في أماكن الخطر؟ …