المغرب العربي

وفاة الجنرال الجزائري خالد نزار في سويسرا قبل محاكمته بارتكاب جرائم ضد الإنسانية .

بوحافة العرابي *

توفي يوم أمس الجمعة 29 ديسمبر، وزير الدفاع الأسبق الجنرال خالد نزار، عن عمر يناهز 86 عاماً، بعد صراع طويل مع المرض .

وكان الجنرال نزار شخصية محورية في تاريخ الجزائر ، خاصة خلال الفترة من 1988 إلى 1993 المسماة بالعشرية السوداء ، عندما قرر الجيش الجزائري شن حربا لا هوادة فيها ضد الجبهة الإسلامية للإنقاذ . وانسحب الجنرال ( المعروف بالسفاح لدى جل وسائل الإعلام في كوكب الأرض ) رسميا من الحياة العامة في عام 1993، بينما واصل لعب دور حاسما و فعالا خلف الكواليس .

و بعد رحيل بوتفليقة عن السلطة، سلطت على الجنرال نزار عقوبة سجن مشددة قبل أن يتم العفو عنه عندما عاد أصدقاؤه من دائرة الاستعلام والأمن (المخابرات الجزائرية) السابقة بقوة إلى قلب السلطة بعد انتخاب الرئيس تبون .

محطات مهمة في مسيرة الجنرال خالد نزار .

خلال مسيرته العسكرية والسياسية، ترك خالد نزار بصمته في تاريخ الجزائر . وفيما يلي الأحداث الرئيسية في حياته.

الميلاد: ولد خالد نزار في 25 ديسمبر 1937 بسريانة بولاية باتنة.
التدريب: تابع تدريبات عسكرية في الجزائر وخارجها، خاصة في فرنسا وروسيا. كان يُعتبر أحد هؤلاء ‘الفارين من الجيش الفرنسي (أو DAF) الذين قاتلوا لفترة طويلة إلى جانب الجيش الفرنسي قبل انضمامهم إلى معسكر جبهة التحرير الوطني قبل وقت قصير من الاستقلال’.
مسيرة عسكرية : كان لخالد نزار مسيرة عسكرية طويلة في الجزائر، حيث تقلد مناصب مهمة مثل رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي من 1988 إلى 1990.
دور حاسم في أحداث 1988: تم تعيينه رئيسا لأركان الجيش الوطني الشعبي بعد فترة وجيزة من أحداث أكتوبر 1988 في الجزائر، وهي الفترة التي شهدت تظاهرات شعبية راح ضحيتها المئات من الجزائريين.

الرجل القوي في اللجنة العليا للدولة: بعد انقلاب 1992 الذي همش الجبهة الإسلامية للإنقاذ بعد فوزها في المجلس التشريعي، كان خالد نزار عضوا في اللجنة العليا للدولة، وكان يشغل منصبا مؤثرا. تولى منصبه في الفترة التي تلت اعتزاله السياسة عام 1993.

محاولة الهجوم عام 1993: نجا خالد نزار من هجوم وقع في فبراير1993، حيث تم تفجير سيارة مفخخة عن بعد أثناء مرور موكبه، وذلك بلا شك بمبادرة من إحدى الفصائل العسكرية التي كانت تتنازع على السلطة آنذاك.
التقاعد السياسي: تقاعد هذا الجنرال القوي من الحياة السياسية سنة 1993، تزامنا مع وصول الأمين زروال، ليتقاسم حياته بين الجزائر وإسبانيا حيث لجأ.

حكم بالسجن عشرين عاما، عندما أصبح قايد صالح، قائدا الجيش الجزائري، الذي يشتبه في أنه حاول إقالته في نهاية عهد بوتفليقة في 2 أبريل 2019 .

من المقرر إجراء عملية تفكيك قضائية كبرى في سويسرا في فصل الربيع من عام 2024 . وكان من المفترض أن تُعقد محاكمة وزير الدفاع الجزائري السابق خالد نزار في بيلينزونا في الفترة ما بين 17 يونيو و19 يوليو 2024. وبعد مرور اثني عشر عامًا على الإدانة الجنائية التي أثارت إجراءات مضطربة، كان من الواجب أن يرد الجنرال على اتهامات جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي وجهها المدعي العام للاتحاد (MPC) ضده.

إن اختفاء أحد الرجال الرئيسيين في العقد المظلم للجزائر (1992-1998) هو بمثابة شوكة منزوعة من خاصرة القوة العسكرية الجزائرية التي كانت تخشى التفكيك الكبير الذي لم تكن هذه المحاكمة السويسرية لتفشل في استفزازه.


*كاتب صحفي ورئيس هيئة النشر و التحرير بالجريدة العربية
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

أيها القارئ العزيز أنت تستعمل إضافة لن تمكنك من قراءة الجريدة العربية . المرجو تعطيل الإضافة , شكرا لك .....