مراسلة : لحسن كوجلي
لحسن كوجلي : وقع بصري اليوم على مشهد عقائدي يوثق بالصوت والصورة لنساء يقفن على طول طريق مؤدية الى موسم ثلاثاء بوكدرة ضواحي اسفي الوسط الغربي للمملكة المغربية يرمين بملابسهن الداخلية على موكب شرفاء المنطقة من اجل الزواج. ويعيب كثير من المعلقين على تلك النسوة لإيمانهن الأساطير الخرافية، ولو ان هؤلاء المعلقين للحقيقة غافلون.
والحقيقة التي يجب إدراكها، هو لحجم المعاناة التي ترافق المرأة العانس في بلادنا، خصوصا تلك التي تعيش على نفقات والديها و إخوانها، وهي معانات حتما تتعاظم عندما تصير يتيمة الابوين، ويصير لإخوانها ازواج وابناء. ففي بيت والديها تعيش كخادمة الى حد ما، مسلوبة الحرية، يعارضها الجميع عند رغبتها للخروج بحثا عن عمل، بل ويصفون اقتراحها بمشروع الذل والعار، وبذلك يضغطون عليها حتى تلتزم البيت كرها. ومن البنات من يصبن نظير سجنها في البيت لسنوات بأمراض نفسية، ومنهن من يطالها البؤس ويعتالها اليأس. وفي اردل عمرها، ينكرها الجميع ويتركونها عرضة للمآسي وخادمة لزوجات الإخوة الاعداء.
وبناء على ما سلف استشعر ان رمي نسوة اسفي لملابسهن الداخلية في وجوه الشرفاء من اجل الزواج، ما هو الا تعبير عن عزائهن في وفاة الرجولة، والبكاء على على اشباه الرجال الذين تحيط بهم اسراب من نساء عوانس ويكتفون بالزواج من امرأة واحدة، بل وتلك الواحدة تذقه كل الوان العداب والمصائب، وتسلب منه حتى ماله وحريته …
وامام هذا المعطى كان من الضروري للنساء ان يرمين بأكثر من ملابس داخلية في سبيل الوصول للزواج، ولا عيب في ذلك، ومن يرى العكس فاليعطينا مثالا في الرجولة ويتزوج بامرأتين اللتين هما الاصل في الزواج عند الرجل، وتبقى واخدة للخائفين مصداقا لقوله تعالى حين قال ” وانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى و…. وان خفتم الا تعدلوا فواحدة…
ومن اجل إعادة الشهامة و العزة للرجل على الحكومة أن تصدر بلاغا عاجلا صونا لكرامة العوانس تجبر فيه الرجال للزواج من امراتين واكثر، هذا أساسا ان كان في استطاعة وزرائنا الكرام التوقيع على هكذا بلاغ…