صحة

منتجات التبغ البديلة ، تطور ملحوظ في المغرب .

الجريدة العربية *

شهدت السنوات الأخيرة تباينا شديدا في المواقف بين الفاعلين في مختلف الأجهزة التشريعية في العديد من البلدان بخصوص مكافحة التدخين , حيث شنّ بعضهم حربًا شرسة ضد بدائل السجائر غير القابلة للاحتراق , وتكبّد تبعاتها عدد من الأكاديميين البارزين . حرب استندت إلى سلسلة من الدراسات العلمية التي لا تعترف بالقوانين التي تتعارض مع الابتكارات التي تمثلها المنتجات المذكورة .

وفي هذا السياق، دق البروفيسور كونستانتينوس فارسالينوس ، طبيب القلب والباحث المتخصص في الحدّ من المخاطر المتعلقة بالتدخين ، ناقوس الخطر وذلك خلال منتدى نُظم في نهاية شهر فبراير 2023 في مدريد حول الحد من الأضرار . مؤكّدا أنّه ليس عليك أن تكون عالماً لتكتشف الفرق بين السجائر التي تحرق العناصر العضوية ، والمنتجات الجديدة التي تستخدم الكهرباء للتسخين . وأضاف البروفيسور فارسالينوس أنّها منتجات مختلفة جدا ، وقد قبلها المجتمع العلمي لأنّ هناك بيانات إكلينيكية تثبت ذلك . واقترح : “يجب أن نقدم للمدخنين إمكانية التحول إلى منتجات جديدة والسماح لهم باتخاذ القرار” .

وأجمع المجتمع العلمي خلال هذا النقاش العالمي أنّ أحد أعظم أوجه التشابه التي رسمها بين المنتجات البديلة ، من ناحية ، والخوذات أو الواقيات الذكرية ، من ناحية أخرى . حيث أنّها تقلل المخاطر دون القضاء عليها ، من جهته صرّح البروفيسور كونستانتينوس فارسالينوس “نحن نستخدم هذه المنتجات حتى لا تسوء الحالة ، وهذا ما يفعله الدواء . علاوة على ذلك ، فإن الأمراض التي يسببها التدخين لا علاقة لها بالنيكوتين” .

وعليه يواجه الأكاديميون معضلة ، فالحرب على النيكوتين هي مسألة سياسة وأخلاقيات أكثر من كونها مسألة بيانات وسياق علمي . والنتيجة هي سوء تفسير لطبيعة ودور النيكوتين في تطور الأمراض القاتلة . في الوقت الذي تجاوز فيه عدد المدخنين المليار في جميع أنحاء العالم ، فإن القوانين والأجهزة التشريعية لا تتجاهل هذه المشكلة فحسب ، بل تشيطن السيجارة الإلكترونية التي تكتسح جوهر الصحة العامة ، وهي ليست سوى مسألة أخلاقية .

باختصار ، يتم الحكم على المنتجات البديلة من خلال نهج دغمائي على الرغم من آثارها الإيجابية ، مما أدى إلى إطار قانوني لا يتناسب مع المخاطر .

وفي المغرب حيث يوجد أكثر من 5.5 مليون مدخن ، يكافح غالبيتهم للإقلاع عن التدخين ، حيث يبدو أن الأمور تتغير تدريجياً بفضل الإجماع المتزايد بين المجتمع العلمي حول الحد من المخاطر المرتبطة بالتدخين وزيادة موضوعية المشرّع .


*بتعاون مع صفحة Akhbar Machahir
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

أيها القارئ العزيز أنت تستعمل إضافة لن تمكنك من قراءة الجريدة العربية . المرجو تعطيل الإضافة , شكرا لك .....