الجريدة العربية- الرباط
أصبحت منطقة مديونة مشتلا خطيرا لإنتاج أخطر المجرمين المتميزين بانعدام الشفقة والرحمة، والمتخصصين في تنفيذ جرائم قتل بشعة خير مثال جريمة اختطاف وقتل والتمثيل بجثة شرطي بزيه النظامي و سرقة سلاحه و إحراق جثته، وأن زعيم العصابة مبحوث عنه بمقتضى 60 مذكرة بحث وطنية.
وقبل هذه الجريمة، جرائم عديدة تخيف وترعب وقعت بمديونة،آخرها “التيجاني” المتخصص في قتل العديد من أقاربه وجيرانه، وإخفاء جتثهم في الآبار ودفنها خلسة داخل عقارات بمديونة والجريمة البشعة التي ارتكبها في حق عجوز و زوجته بمقبرة مديونة شق رأسيهما لنصفين، وظلت ضد مجهول إلى أن اعترف بها بعد اعتقاله، واعترافه بقتل عمه و غبن عمه ونادلة مقهى و والدها، وعمته،ودفنهم خفية والسطو على عقاراتهم وظل مجهول المصير لما يزيد عن الأربعين سنة.
فلا أحد ينكر أن منطقة مديونة، شهيرة بإجرامها، وأنها تفرخ المجرمين بشكل خطير وتعج بتجار المخدرات بشتى أنواعها، وتعتبر تربة خصبة لإنتاج الإجرام بسبب ما عاثه المنتخبون في المنطقة من فساد من نتائجه تفريخ المجرمين والمنحرفين تحت حماية مسؤولين محليين وإقليميين.
وفسرت مصادر حقوقية الأسباب الحقيقية وراء تفريخ المجرمين بمديونة، إلى تحكم منتخبين يضعون يدهم في أيدي مسؤولين، يطلقون العنان لجرائمهم العمرانية من سطو على عقارات الغير البسطاء،مسخرين السلطة للتنفيذ، تحت حمايتها بعدما يشكلون دولة داخل الدولة وكل من سولت له نفسه قول اللهم إن هذا لمنكر تفبرك له الملفات القضائية و كل من عارض جرائمهم، والكل يشتغل تحت أوامر السياسيين بالإقليم.
وتؤكد مصادرنا الحقوقية، أن قوانين التعمير تضرب عرض الحائط في إحداث التجزئات العقارية،دون توفير شروط السكن اللائق و توفير مراكز ذات طابع تربوي وتثقيفي لإمتصاص الجانب الوحشي في شخصية الطفل، ويتم تغييبها لأهدافهم الإجرامية،وتكثر فضاءات الانحراف في غياب ملاجئ يقصدها الأطفال حتى المرافق الخضراء والفسحات لا وجود لها بل المنطقة تحول إلى قلعات إسمنتية للنوم.
وأي مبادرة شبابية تقاوم من طرف منتخبين متغولين يستمدون استبدادهم من مسؤولين ويدعون علاقاتهم النافذة بالرباط، وتترك الناشئة للشارع وبالمقاهي والتخدير بشتى أنواعه المتوفر علانية، لتتلقى تربية الانحراف الإجرام منذ الطفولة.
عاشت مديونة و لازالت سنوات من الإجرام الخطير على مر تاريخ المجالس المنتخبة المتعاقبة عليها، المتحكم فيها من طرف ذوو نفوذ، همهم حصد الثروات ونهب واختلاس المال العام وتشكيل عصابات و شبكات من عديمي الضمير لجمع الأخبار، وتوزع الكعكة على النافذين و للوطن الخراب بعدهم هذا تفكيرهم،وترك الساكنة لقدرها المختوم.