في مقابلة أجراها مع صحيفة ” لوموند ” الفرنسية ، يعتقد الفيزيائي الأمريكي دينيس ميدوز ، المؤلف المشارك منذ خمسين عامًا في تقرير نادي روما ” حدود النمو ” ، ” أن الضرورة الحتمية اليوم هي تغيير قيم و أهداف المجتمعات المعاصرة ، التي تهرع نحو حتفها ” .
الجريدة الإخبارية Ljarida.com اختارت لقرائها سؤالين محوريين طرحا على العالم و الفزيائي الأمريكي حول ما يمكن أن نسميه ” نظرة حول علاقة الانفجار الديموغرافي و ثورة الإنتاج ” . حيث أجاب الأمريكي دي 79 عامًا ، على أسئلة من مبعوث صحيفة لوموند ، بمناسبة الذكرى الخمسين للتقرير ، و نشرت نسخة جديدة من هذا التقرير الأكثر مبيعًا ، في 3 مارس ، ” حدود النمو ( في عالم محدود ) ” ، نشرته Rue de l’Echiquier .
ما هو تقرير روما ” حدود النمو ” و ماهي المخاوف التي يطرحها ؟
إنه نص تاريخي , ففي عام 1972 ، و استجابة للجنة من نادي روما ، و هو مركز أبحاث مقره في سويسرا ، نشر باحثون من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا ( MIT ) ” تقرير حدود النمو ” ، و هو تقرير يوضح أن النمو الاقتصادي لا يمكن أن يستمر إلى ما لا نهاية في عالم الموارد المحدودة . و توقع أن يتباطأ الإنتاج السكاني و الصناعي و الغذائي في النهاية ثم يتراجع ، مقيدًا بحدود الكوكب – تختفي الموارد الطبيعية و قدرة الأرض المحدودة على امتصاص الانبعاثات .
ما هو تقييمك بعد خمسين عاما على نشر تقرير عام 1972 ؟
إن بصمتنا البيئية عالية جدًا , فنحن نستهلك موارد أكثر مما يمكن للأرض أن تنتجه ، سواء كان الوقود الأحفوري أو التربة الخصبة أو المياه النظيفة الصالحة للشرب ، و غيرها من إنتاجات الكوكب .
في عام 1972 إبان كتابة تقرير ” حدود النمو ” ، كان لا يزال لدينا فرصة لإبطاء عملية التزايد الديموغرافي بشكل متوافق مع القدرة الإنتاجية ، مما كان ليمكن من الحفاظ على التركيبة السكانية و الاستهلاك عند مستويات مستدامة و بدون ” خلق الندرة ” . إذ كان أحد استنتاجاتنا الرئيسية في ذاك التقرير , هو أنه كلما تصرفنا مبكرًا ، كانت النتائج أفضل . لكن لمدة خمسين عامًا لم نفعل شيئًا و وقفنا مكتوفي الأيدي أمام ظاهرة ” النمو غير المنضبط لعدد سكان الأرض . لذلك فنحن خارج قدرة الأرض على إدامة تواجدنا فوقها ، و بالتالي فإن تدهور حضارتنا مقترن بكثافة الاستخدام للطاقة و المواد الأولية , و هو أمر لا مفر منه . مما سينخفض من معدل متوسط مستوى المعيشة ، الذي سيسبب ارتفاع معدل الوفيات أو سيكون مسؤولا عن تقلص معدل المواليد و انخفاض الموارد التي تساعد على استمرار الكائنات .