تبون للجزيرة : حازم مع المغرب وإسبانيا و ودود مع مستعمره السابق فرنسا .

الجريدة العربية

في مقابلة جديدة أجرتها قناة الجزيرة ، مع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون , ظهر هذا الأخير حازما جدا مع المغرب وإسبانيا . من ناحية أخرى ، مد يده إلى فرنسا . حتى أنه أعلن عن عودة وشيكة للسفير الجزائري إلى باريس , في صورة جعلت و كأن الجزائر لا تفكر في التصالح مع جارها الذي يشاركها الدين و اللغة و كل شيء , بقدر ما تفكر في إرضاء مستعمرها السابق .

و كان الرئيس الجزائري قد أجرى مقابلة جديدة مع قناة الجزيرة بثت مساء أمس الثلاثاء , في ظهوره الثاني عبر الإعلام القطري ، حيث كانت الأولى في 8 يوليو 2022 . و في المقابلتين ، حرصت الجزيرة على تعيين الصحفيين الجزائريين ، عبد القادر عياض وخديجة بن قنة ، لطرح أسئلة على عبد المجيد .

و فيما يتعلق بالأزمة المفتوحة مع المغرب ، لم يكن لعبد المجيد تبون استثناء عن القاعدة المعروفة و الديسك القديم . حيث جدد التأكيد على أن العلاقات مع الرباط وصلت إلى “نقطة اللاعودة وموقفنا هو رد فعل , ومن المؤسف أن تصل هذه العلاقة بين الجزائر والمغرب إلى هذا المستوى بين بلدين متجاورين ” .

وللتذكير ، فقد بررت الجزائر قطع علاقاتها الدبلوماسية مع المملكة المغربية ، والتي أعلن عنها في 24 غشت من سنة 2021 , عبر وزير خارجيتها رمطان لعمامرة . بـ “استمرار الاستفزازات والممارسات العدائية من جانب المغرب تجاه الجزائر ” . و في 22 سبتمبر من العام نفسه ، أصدرت الجزائر أمرا بإغلاق مجالها الجوي أمام جميع الطائرات المدنية والعسكرية المغربية وجميع الطائرات المسجلة في المملكة .

كما ظهر الرئيس الجزائري في حديثه لقناة الجزيرة و كأنه حازم للغاية مع إسبانيا ، وأدان دعم بيدرو سانشيز لخطة الحكم الذاتي للصحراء المغربية . و قال بأن هذا الدعم ” يأتي من جانب واحد من حكومة بيدرو سانشيز . لقد انحازت إسبانيا (…) بسلوك سري لا يعفيها من مسؤوليتها ” . وقال مضيفا “إن السلطة التنفيذية في سانشيز نسيت أن إسبانيا ما زالت هي القوة الإدارية في الصحراء ” ، من دون أن يبرر تصريحاته أو يعطي أدلة على ادعاءاته .

للتذكير ، في 24 فبراير في مقابلة مع وسائل إعلام جزائرية ، أكد تبون أن إسبانيا ، من خلال دعم الموقف المغربي بشأن الصحراء ، “ارتكبت عملا غير ودي تجاه الجزائر” , وليس ضد جبهة البوليزاريو .

و من الواضح أن هذا الحزم الذي يظهر فيما يتعلق بالمغرب وإسبانيا يتلاشى عندما يتعلق الأمر بالروابط مع المستعمر السابق فرنسا , التي أذلت الجزائر و الجزائريين , و أذاقتهم الويلات لما يزيد عن 130 سنة . و على قناة الجزيرة ، كان الرئيس تبون متصالحًا و ودودا للغاية مع القوة الاستعمارية السابقة على الرغم من التوترات الأخيرة . بل إنه أعلن عن “عودة وشيكة للسفير الجزائري إلى باريس” , في خطوة تناست مع الجزائر كل الاستفزازات الفرنسية الأخيرة , و كأن شيئا لم يحدث .

هذا ، و اتخذ الرئيس الجزائري ، في 8 فبراير ، قرارا باستدعاء السفير الجزائري في فرنسا ، سعيد موسي ، للتشاور ، كعلامة احتجاج على تهجير المعارضة الجزائرية أميرة بوراوي من طرف فرنسا . و مع إعلان تبون على قناة الجزيرة ، يبدو أن صفحة الأزمة هذه في العلاقات بين الجزائر وباريس على وشك الانتهاء . أما بالنسبة للمغرب وإسبانيا ، فالنفق لا يزال طويلاً .

Exit mobile version