تقنية و علوم

بيل غيتس يكشف أكبر خطأ كلف مايكروسوفت 400 مليار.

الجريدة العربية

الثورة الرقمية التي قادتها مايكروسوفت في ثمانينيات القرن الماضي أحدثت تحولًا جذريًا في علاقتنا مع الحوسبة. تحت قيادة بيل غيتس، فقد قامت الشركة بتعميم الوصول إلى أجهزة الكمبيوتر الشخصية من خلال نظام التشغيل ويندوز، الذي أصبح المعيار العالمي. هذه الرؤية الطموحة دفعت مايكروسوفت إلى مصاف عمالقة التكنولوجيا، حيث تُقدر قيمتها السوقية اليوم بـ 3000 مليار دولار. ومع ذلك، ورغم هذا النجاح الاستثنائي، لا يزال لدى المؤسس المشارك للشركة ندم عميق: الإخفاق الكبير لمايكروسوفت في سوق الهواتف الذكية.

فرصة ضائعة بقيمة 400 مليار دولار

خلال حديث مع جوليا هارتز، الرئيسة التنفيذية لشركة Eventbrite، اعترف بيل غيتس بأن أكبر خطأ استراتيجي ارتكبته مايكروسوفت كان في عجزها عن تطوير نظام تشغيل مخصص للهواتف المحمولة بشكل تنافسي. هذا الإخفاق حرم الشركة من فرصة قُدّرت قيمتها بـ 400 مليار دولار، مما أتاح الفرصة لأندرويد للهيمنة على السوق. بين عامي 2007 و2010، بينما كانت شركة أبل تُحدث ثورة في القطاع بإطلاق الآيفون، وجوجل تطرح أول هاتف بنظام أندرويد، كانت مايكروسوفت متأخرة بشكل حاسم. وصول نظام ويندوز فون 7 في عام 2010 لم يفعل سوى تأكيد استحالة اللحاق بالمنافسين.

أهمية النظام البيئي للتطبيقات

يجسد فشل مايكروسوفت في السوق المحمول تمامًا المثل القائل بأن التوقيت لا يقل أهمية عن التكنولوجيا ذاتها. إذ يشير غيتس إلى أنه في صناعة المنصات البرمجية، غالبًا ما يحظى السباق الأول بالنصيب الأكبر من النجاح. فقد عجز ويندوز فون عن جذب المطورين مما جعله يبقى في حلقة مفرغة ، فبدون تطبيقات جذابة، يصعب جذب المستخدمين، وبدون قاعدة مستخدمين قوية، يصبح من الصعب إقناع المطورين بالاستثمار في المنصة. هذه الديناميكية السلبية أدت تدريجيًا إلى تهميش ويندوز فون، حتى أصبح له نصيب ضئيل جدًا في السوق.

دروس من فشل تاريخي

يكشف هذا الخطأ الاستراتيجي التحديات التي تواجهها حتى أقوى الشركات في قطاع التكنولوجيا المتغير باستمرار. رغم أن مايكروسوفت ما زالت تهيمن على سوق أجهزة الكمبيوتر الشخصية، فإن غيابها عن سوق الهواتف المحمولة حدّ بشكل كبير من تأثيرها في النظام الرقمي الحالي.

تُذكّر هذه الحالة بأن النجاح في الماضي لا يضمن التفوق في المستقبل، خصوصًا في قطاع يعتمد على الابتكار والتكيف السريع. المفارقة أن هذا الإخفاق لم يمنع مايكروسوفت من الازدهار في مجالات أخرى، مثل الحوسبة السحابية والخدمات المهنية، مما يدل على قدرتها على التعافي وإعادة الابتكار رغم الانتكاسات الكبيرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى