مجتمع

بوجدور..أسعار اللحوم بين المضاربة والمنافسة: هل تتحرك الجهات المعنية.

الجريدة العربية – فرنسا

تشهد مدينة بوجدور حالة من التذبذب المستمر في أسعار اللحوم الحمراء، حيث ظلت هذه المادة الغذائية تخضع لقانون حرية الأسعار والمنافسة، دون أي تدخل يحد من الغلاء الذي تفرضه لوبيات الجزارين. وبينما كان من المتوقع أن تشهد الأسعار انخفاضًا في ظل استقرار السوق، إلا أن ذلك لم يتحقق سوى بنسب متفاوتة، تبعًا لمزاج البائعين وليس لآليات واضحة تنظم القطاع.

ورغم غياب دور جمعية حماية المستهلك في استنكار هذه الفوضى السعرية، فإن شكاوى المواطنين لا تتوقف بشأن استمرار المضاربة وغياب الضمير المهني لدى بعض الجزارين، الذين يواصلون بيع اللحوم بأسعار مرتفعة، محققين أرباحًا قد تتجاوز 40 درهمًا في الكيلوغرام الواحد، مقارنة بصغار الجزارين الذين خفضوا الأسعار بحوالي 20 درهمًا للكيلوغرام، مما يزيد من تباين السوق ويثير استياء المستهلكين الذين يجدون تفاوتًا غير مبرر من محل لآخر.

وتلقت الجريدة العربية العديد من شكايات المواطنين المتضررين، الذين عبروا عن امتعاضهم من جشع بعض الجزارين المضاربين في قوت المواطنين، مؤكدين عدم استجابة الجهات المعنية لشكاواهم، في ظل غياب آليات واضحة للزجر والمراقبة. كما أن الخط الأخضر المخصص لتلقي شكايات المواطنين على مستوى عمالة بوجدور ظل خارج دائرة التفعيل، ما ساهم في استفحال الظاهرة دون حلول جذرية.

في المقابل، عرفت مدينة بوجدور تنافسًا غير مسبوق بين الجزارين في الآونة الأخيرة، ساهم في خفض أسعار لحم الغنم بشكل ملحوظ، حيث بلغ سعر الكيلوغرام 70 درهمًا بحر هذا الاسبوع، قبل أن يرتفع إلى 80 درهمًا في بعض المحلات نتيجة الإقبال الكبير، بينما حافظت جزارات أخرى على أسعار مرتفعة تصل إلى 90 درهمًا، إما بسبب استمرارها في البيع بالتسعيرة القديمة أو نقص المخزون لديها، فهل ستتحرك الجهات المعنية لضبط هذا القطاع وضمان استقرار الأسعار وفق آليات عادلة؟ أم سيظل المستهلك رهين مضاربة غير مضبوطة.
يتبع …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى