العودة إلى روتين المدرسة …

الجريدة العربية – ذ إدريس زياد

ابني العزيز، لقد عدتَ في هذه الأيّام إلى روتين المدرسة، إنه لأمرٌ جميلٌ أن ترى أصدقائك كُل يوم من الصباح حتى الظهيرة أو من الظهيرة حتى المساء، إلا أنه بنفس المقدار أمرٌ مشرف أن يدخل عليك الأستاذ تلو الآخر يحملون حقيبة هي ذاتها منذ سنين طويلة سئمتْ منهم قبل أن يسأموا منها في ظل منظومة تعليمية *مهترئة* ومدرسة عمومية مستهدفة، فإذا رأيتَ أستاذاً لطيفاً في التعامُل يحبكم ويحب عمله، فاتخذهُ صديقاً وتعلّم منه ما استطعت إلى ذلك سبيلاً، فهي فرصة لطيفة في الحياة لا تضيّعها، أمّا إذا رأيتَه بائساً يائساً أو نظراته تسلُبُ منك طاقتك الإيجابية نفسياً ومعنوياً، فاحترمه ولكن احذرهُ ولا تأخذهُ بجديّة، فالوقاية خير من قنطار علاج، أما إذا أردنا نهضة الأمة فعلينا بأمور أساسية من بينها احترام الأستاذ، وكذلك الأمر يعود للأستاذ نفسه، كم هو إنسان في قمة الحيوية إذا كان خلاقاً ومبدعاً، فلا حدود للعطاء، وكذلك أبناء صفّك مثلك، كل منهم قادم من قصة مختلفة، من تجارب مختلفة، ناموا واستيقضوا على قصص مختلفة، حاول أن تتفهّمهم ولا تكن ثقيلاً عليهم…

المدارس ما زالت تحمل أسماء قديمة، فالإبتدائية هي البداية، والإعدادية تُعدّكَ للحياة، وذلك لأنها كانت آخر مرحلة تعليم إلزامي يوماً ما، أما الثانويّة فكانت عكس الأساسي، أي أنها ثانوية، أقل أهمية، ليست ضرورية، وهكذا كان التعامُل معها سابقاً، بينما حقيقة الأمر اليوم، اللقب الأوّل هو “الإعدادي للحياة”، واللقب الثاني هو الثانوي لكي تكون جاهزاً يا بُنَيّ للتعليم الجامعي وبعده التعليم العالي إن أمكن…

واجتَهِد دائماً أن تعرِف الفرق، وأن تُقاوم، واعلم بأن حالتك النفسية هي مفتاح النجاح، ومن يُعكّرها أو ينقل لك حالته النفسية السلبية فهو ينقل لك الفشل وإن ادعى ألف مرة غير ذلك، فكُنْ أنت، وحافظ على هويّتك وانتمي لقضايا شعبك والإنسانيّة وسط كل ما يحدُث، لأن النجاح الشخصي هو جزء من النجاح العام وغير ذلك هُراء، والله ولي التوفيق.

قال نبينا صلى الله عليه وسلم : “كن عالماً أو متعلماً أو مستمعاً أو مُحبّاً ولا تكنِ الخامس فتهلك”. وقال الإمام الشافعي : “كلما أدبني الدهر أراني ضعف عقلي ، وإذا ما ازددت علماً زادني علماً بجهلي” .

متمنياتي لكل التلاميذ والطلبة النجاح والتوفيق، ولجميع الأساتذة الأفاضل سنة آمنة مُفعمة بالنجاحات والإبداعات والإضرابات.

Exit mobile version