
الصين تكشف عن أول نموذج ذكاء اصطناعي متقدم لتشخيص الأمراض النادرة
الجريدة العربية – إلياس الهداجي (تونس)
أعلنت الصين عن إطلاق أول نموذج ذكاء اصطناعي واسع النطاق مخصص للأمراض النادرة، تحت اسم «بومتش-جينيسيس»، وذلك في مستشفى كلية بكين يونيون الطبية، الذي يعد من أبرز المؤسسات المتخصصة في علاج هذه الفئة من الأمراض على مستوى البلاد.
وقد تم تطوير هذا النموذج بالتعاون بين المستشفى ومعهد الأتمتة التابع للأكاديمية الصينية للعلوم، حيث بدأ مؤخراً في الخضوع لاختبارات عامة لقياس قدرته على إجراء استشارات تشخيصية أولية وتنسيق المواعيد الطبية.
وأكدت تشانغ شو يانغ، رئيسة المستشفى، أن «بومتش-جينيسيس» يعتمد على قاعدة بيانات ضخمة تشمل المعرفة المتراكمة حول الأمراض النادرة في الصين، بالإضافة إلى بيانات جينية مستمدة من سكان البلاد. ويتميز هذا النموذج بكونه الأول من نوعه في العالم الذي صُمم خصيصاً لمواءمة الخصائص الديموغرافية الصينية، مما يجعله أداة فعالة لمساعدة الأطباء على تشخيص هذه الحالات بدقة وسرعة أكبر.
تعاني الأمراض النادرة من تحديات كبيرة في التشخيص، حيث إن أعداد المصابين بكل مرض على حدة قليلة، لكن هناك تنوعاً كبيراً في الأنواع المختلفة لهذه الأمراض. وهذا يؤدي إلى معدلات تشخيص خاطئ وصعوبات في تأكيد الحالات. وهنا يأتي دور «بومتش-جينيسيس» كنقلة نوعية قد تسهم في التغلب على هذه الإشكالات.
في المقابل، تواجه نماذج الذكاء الاصطناعي التقليدية تحديات في التعامل مع الأمراض النادرة بسبب ندرة البيانات وتشتت الحالات. وللتعامل مع هذه العقبة، ابتكر فريق البحث إطاراً تكنولوجياً جديداً يعتمد على دمج الحد الأدنى من البيانات الأولية مع الخبرات السريرية، مما يتيح دعماً فعالاً في عملية اتخاذ القرار الطبي.
وأوضحت تشانغ أن «بومتش-جينيسيس» يشكل نقلة نوعية في مجال تشخيص الأمراض النادرة في الصين، حيث يتيح للمرضى خلال مرحلته التجريبية إمكانية الاستفادة من استشارات تشخيصية أولية، فضلاً عن حجز المواعيد والدخول في حوارات متعددة الجولات لتلقي الإرشادات الطبية. ومن المقرر أن تشمل المراحل القادمة وظائف متقدمة لدعم الأطباء، مثل إنشاء السجلات الطبية، التفسير الجيني، والاستشارات الوراثية.