الجريدة العربية
بيروت – في طهران وبغداد وبيروت ، المراكز الرئيسية الثلاثة للإسلام السياسي الشيعي ، خرج عدة مئات من المتظاهرين إلى الشوارع للاحتجاج على تدنيس القرآن ، الذي حدث في السويد من قبل شخص يدعى سلوان موميكا مسيحي عراقي لاجئ في ستوكهولم ، ولكن طلب إقامته الدائمة رُفض مؤخرًا .
وبينما تنتشر الأزمة الدبلوماسية بين السويد والدول الإسلامية ذات الثقل الإقليمي مثل تركيا وإيران والسعودية ، قررت الحكومة السويدية إعادة جميع موظفي سفارتها في بغداد إلى وطنهم .
وكان هذا بعد اقتحام بناية السفارة ، التي أضرمت فيها النيران ليلة الأربعاء والخميس من الأسبوع المنصرم من قبل أتباع الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر .
كما يتذكر مصعب الألوسي ، المتخصص في الشؤون العراقية في منتدى الخليج الدولي ،أن المجرم الذي حرق المصحف ، و هو سلوان موميكا ، الرئيس السابق لميليشيا عراقية مسيحية قريبة من إيران وأجبر على مغادرة العراق بسبب خلافات مع أمراء الحرب المحليين الآخرين ، يُزعم أنه تصرف لأغراض شخصية وليست أيديولوجية : بعد حصوله على وضع اللاجئ في السويد لمدة ثلاث سنوات والانضمام إلى جماعة يمينية متطرفة سويدية ، رأى أن طلب إقامته قد رفض ، و بالتالي ارتأى أن يقوم بعمل شاذ يجعله محط أنظار العالم الإسلامي بالخصوص .
ونقلت “صحيفة لوريان لوجور” اللبنانية ، أن سلوان موميكا ، حكم عليه أيضًا بالخدمة المدنية بتهمة التهديد بقتل رجل بسكين (…) و أن الانتقال من موقف راديكالي إلى آخر يدل على انتهازية موميكا ، الذي حرق القرآن يتوافق مع هذا السلوك ” ، وهو مفيد لكسب تعاطف الدوائر السويدية المعادية للإسلام في ستوكهولم ، ولحث السلطات على تحريضها على إبعادها عن الإسلاموفوبيا في ستوكهولم .
وعلى الصعيد الدبلوماسي ، استدعت إيران السفير السويدي لدى الجمهورية الإسلامية إلى وزارة الخارجية في طهران . واتخذت السلطات السعودية إجراءً مماثلاً ، حيث عهدت إلى وكالة الأنباء الحكومية بمذكرة احتجاج تطالب السلطات السويدية بـ “اتخاذ جميع الإجراءات الفورية والضرورية لوضع حد لهذه الأعمال المشينة” .
حتى تركيا ، وهي دولة أخرى منتشرة تاريخيًا في الخطوط الأمامية للدفاع عن صورة الإسلام ، اتخذت موقفًا واضحًا قالت فيه : ” ندين بشدة الهجوم الجبان على كتابنا المقدس ، القرآن الكريم ، أمام السفارة العراقية في ستوكهولم ” ، كما جاء في بيان صادر عن وزارة الخارجية التركية .
من جانبها ، استدعت الحكومة العراقية ، التي طردت السفير السويدي في بغداد ، و استدعت ممثلها في ستوكهولم وعلقت رخصة العمل لإريكسون ، عملاق الاتصالات السويدي ، كما دعت إلى اجتماع عاجل لدول منظمة التعاون الإسلامي .
وفي غضون ذلك ، خرج عدة مئات من المتظاهرين الشيعة في بيروت وبغداد وطهران إلى الشوارع للاحتجاج على تدنيس القرآن . و أحرقت الأعلام السويدية في العواصم الثلاث . و في بغداد ، أشعل أتباع الصدر النار في أعلام قوس قزح للتنديد بـ “الكيل بمكيالين” الذي يتبناه الغرب ، بحسب الزعيم العراقي ، حيث أن الغرب يدافع عن المثليين والمثليات ومزدوجي الميل الجنسي ومغايري الهوية الجنسانية ويسمح بتدنيس القرآن الذي يعتبر دستور ثلث سكان كوكب الأرض .