اتفاق أوسلو ربع قرن من التيه .
الجريدة العربية – إدريس زياد
قبل خمس وعشرين سنة تسلمت السلطة الفلسطينية مدينة نابلس، تطبيقاً لبنود اتفاق أوسلو واستلمت إدارتها بعد انسحاب القوات الإسرائيلية منها، في ذلك اليوم وبالضبط 15 دجنبر 1995 خرجت الجماهير الفلسطينية فرحة مستبشرة بهذه الخطوة…
ظن الفلسطينيون أنهم بدأوا مرحلة جديدة وأن جميع ما تعرضوا له على يد قوات الإحتلال أصبح من الماضي، غير أن حلمهم تبخر أدراج الرياح، فما هي إلا أشهر قليلة حتى امتلأ سجن نابلس من جديد بالمئات من معارضي اتفاق أوسلو، وبدأت صيحات التعذيب تُسمع مرة أخرى، كان السجان فلسطينياً هذه المرة، حمله فلسطيني بالأمس على أكتافه وصفق له فرحاً بقدومه…
الكلمة التي ألقاها الرئيس الراحل ياسر عرفات أمام آلاف الفلسطينيين، والتي أعلن خلالها نابلس محررة “كررها ثلاث مرات” وسبقها بترداد قوله تعالى”ونريد أن نمن على الذين استضعفوا بالأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين”، هذه الكلمة تم نقلها عبر شبكة الأذان الموحد في المدينة، كانت نفس السماعات التي كان الإحتلال يستخدمها لفرض منع التجول على المدينة ومخيماتها…
أثبتت السنوات اللاحقة أن هذا الإنتشار الفلسطيني في المدن الرئيسة وما رافقه من دعوات الإستقلال والحرية كان أشبه بحمل كاذب ادعته امرأة عاقر وخدعة كبيرة انطلت على القيادة الفلسطينية، فالحاكم العسكري لكل مدينة بقي يمارس مهامه وصلاحياته كالمعتاد، كل ما في الأمر أن مكتبه انتقل من مركز المدينة إلى طرفها.