إلى جنات الخلد …
الجريدة العربية – الأستاذ إدريس زياد
وأدرككَ الأجلُ مهاجراً إلى الله في أقطاره، متاجراً معه في تصاريفه وأقداره، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر، وما بدلوا تبديلاً، هكذا يمضون إلى ربهم سائرين، لا يودعون الأحباب، والملائكة لهم يستقبلون، إلى الفردوس الأعلى إلى جوار الحبيب المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه…
وما زلنا نذكر كيف حرّض الصهاينة الأوغاد على طرده من مقامه الذي يقيم فيه، لقد فقد هذا الرجلُ أكثر أبنائه وأهله فلم يهتزّ ولم يتراجع عندما أُخرِج من محلّه، فالرجل ينتسب إلى قوم إذا حزِنوا قاموا وإذا قاموا لا يقعدوا، خلفهم أشد وتربتهم خصيبة وغيث الله لا ينقطع عنها…
أخلف الله على المقاومة الفلسطينية بخير منه، فهؤلاء يمضون واقفين كالنخيل يطاول علياء وِقر سحابها، كان الرجل فذاً حتى في نضيد الحرف يسوقه إلى الناس حين يستوي عليهم خطيباً، رحمه الله تعالى رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً، ثلاثة من الخلفاء الراشدين الأربعة استشهدوا، عمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم ورضوا عنه، ومع ذلك انتصر الإسلام واتسعت رقعة الفتوحات الإسلامية وحكم الإسلام حوالي نصف الكرة الأرضية لأكثر من ألف عام، فطريق الأنبياء والصحابة والخلفاء والتابعين وأولياء الله الصالحين هي نفس الطريق وما دون ذلك فهو باطل…
وتبقى إيران دولة كرتونية، دولة لم تَحْمِ رئيسها، هل بالإمكان أن تحمي ضيوفها؟فاغتيال الرئيس الإيراني خلل بالطائرة، واغتيال القائد إسماعيل هنية في قصف صهيوني غادر استهدف مقر إقامته في طهران، استشهد في أكثر الأماكن التي من الممكن أن تكون آمنة، أمر يثير الشك بأن هذا النظام الفارسي المقيت وراء كل ذلك.