ثقافة و فن

إعادة تأهيل المتحف الوطني بقرطاج: استثمار في التراث والسياحة الثقافية .

الجريدة العربية – إلياس الهداجي (مكتب تونس)

تونس – يتواصل تنفيذ مشروع إعادة تأهيل المتحف الوطني بقرطاج وهضبة بيرصا بتمويل أوروبي قيمته 5 ملايين يورو، ومن المقرر استكماله بحلول عام 2026، ليعيد للمتحف بريقه كموقع ثقافي وسياحي بارز.

يهدف المشروع إلى ترميم المتحف وتحديث طرق العرض، مع اعتماد تقنيات الواقع المعزز لحماية وعرض أكثر من 350 ألف قطعة أثرية، من بينها مجوهرات نادرة تعود للعصر القرطاجي. وسيتم إطلاق مسار ذكي للزيارة يعتمد على تطبيق إلكتروني متعدد اللغات، مما يعزز تجربة الزوار والباحثين.

وفي هذا الإطار، أكد الدكتور فوزي عبيدي، المختص في الآثار القديمة، أن المشروع يعد خطوة حاسمة للحفاظ على التراث القرطاجي، موضحًا أن المتحف ليس مجرد فضاء للعرض، بل شاهد على حضارة عريقة تستحق أن تُعرض بأساليب حديثة تتماشى مع تطلعات الجمهور.

تسعى تونس عبر هذا المشروع إلى رفع عدد زوار قرطاج إلى 500 ألف زائر سنويًا بحلول 2030، من خلال إدراج الموقع ضمن المسارات السياحية المتوسطية مثل “طريق الفينيقيين”، وتنظيم فعاليات ثقافية على غرار مهرجان “ليالي قرطاج”، بالإضافة إلى تحسين الخدمات السياحية وتطوير فضاءات استقبال حديثة.

ورغم أهمية المشروع، فإنه يواجه تحديات تتعلق بالتمويل المستدام لضمان تنفيذ جميع مراحله وفق الجدول الزمني المحدد. ومع ذلك، يُعد هذا الاستثمار في إحياء التراث الوطني وتعزيز السياحة الثقافية فرصةً لإعادة تقديم قرطاج كواحدة من أهم المدن التاريخية في حوض البحر المتوسط، وجذب المزيد من الزوار والباحثين من جميع أنحاء العالم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى