إذا كان الإعلامي كاذبا، فعلى القارئ أو المشاهد أن يكون عاقلا …
الجريدة العربية – لحسن كوجلي
وقعت عيني مؤخرا على مشهد من تغطية اعلامية بشأن مسيرة احتاجية، يقول مصورها انها قادمة من منطقة ايت عبدي باقليم ازيلال نحو قبالة مقر ولاية جهة بني ملال خنيفرة، و يقول ان المحتجين يشتكون من قضايا تهم التعليم بالخصوص.
ما اثار انتباهي في التغطية، هو اقدام المراسل على زرع معطيات مبالغ فيها و مفضوحة، يزعم ان المحتجين قطعوا مسافة 400 كلم مشيا على الاقدام، علما ان المسافة بين بني ملال و وارززات عبر مراكش و تزي نتيشكا لا تتجاوز 322 كلم ( كما في الصورة اسفله ) ما يعني ان المسافة التي قطعتها المسيرة حتما لن تتجاوز النصف مما زعمه المراسل، خصوصا وان مسار المسيرة كان مختصرا جدا. و هو ما يجرني للقول ان بعض الاعلاميين من هذه الطينة، هدفهم هو تحقيق مصلحة شخصية ما، و لو على حساب استهداف شرفاء اقليم أزيلال و مؤسساته .
ان الاحتجاجات باقليم ازيلال ليس وليدة اليوم، بل اصبحت موضة عند كل من دب وهب، و مشكورة الصحافة بازيلال لفطنتها لما يجري في كواليس الأحداث، و علمها بمن يحرك القضايا من تحت الطاولة، و هي مناسبة لمطالبة هذه الصحافة الراقية، ان تجتهد لاطفاء نار النفاق بأزيلال، وعدم التساهل مع صحافة الإقاليم المجاورة التي تحاول ان تبث الضعف في اسس اقليم ازيلال من خلال متعاونين يسعون الى تحقيق رغبات تفوق قدرة المسؤولين بالاقليم.
ان اقليم ازيلال اقليم جبلي وعر، مساحته تفوق 10 الف كلم مربع، و هو اقليم يحتاج الى امكانيات دولة الصين او اليابان حتى. يتمكن من التغلب على المعيقات به.
اعز امير المؤمنين محمد السادس حفظه هذا الاقليم بان جعل على رأسه و صاحب الامر فيه، رجل عظيم اسمه محمد عطفاوي، اشتغل منذ مجيئه الى ازيلال على ان يعطيه القيمة الفعلية الذي يستحقه، و حسب معطيات لا يعرفها عن هذا الرجل الى القليل ممن يشتغلون من حوله، ان في بداية توليه المسؤولية على راس ازيلال، اعتكف في مكتبه لزهاء حولين كاملين، وهو يدرس كل القضايا الناقصة به، و يوم رغبته في نقل هذه النواصق للترافع من اجلها في العاصمة، يقول شاهد، ان عدد الملفات التي حملها معه ملأت صندوق السيارة الخلفي، وتم نظيرها، استجلاب ما لا يعد ولا يحصى من المشاريع الى اقليم ازيلال، وجميع العارفين بالامور يشهدون له بهذا، و الى حد الان، لا يزال يعتكف في مكتبه صباحا مساء، و لا يغادره الا حوالي الساعة الثامنة ليلا او التاسعة. ونحن نكشف هذه الاشياء ليس طمعا في غاية شخصية، وانما لنطلع الناس على ما يفيضه هذا الشخص من كرم صاحب الجلالة حفضه الله على ساكنة اقليم ازيلال، و حتى نطلع اشباه الصحافيين على حقيقة امر المسؤولين بهذا الاقليم الذي اكرمه الله بخيرة من القادة والمسؤولين، من كاتب عام، و جميع رؤساء المصالح، الامنية منها و الخارجية بدون استثناء.
ان المنح الدراسية التي يشتكي منها البعض، هي ليس من تخصص اي مسؤول اقليمي، و ان كل الوان الشدائد التي تهز مشاعر المواطنين بالاقليم و نعلم ان قضاءها في متناول هؤلاء المسؤولين، فاننا لن نغمض عليها اعيننا، و لكن ان نسعى لنشر احداث غير مبنية على معطيات دقيقة، من اجل الارضاء او كسب مصلحة شخصية، فإنه ليس من علائم العظمة الاعلامية.
و في سياق متصل، ان من قام بتغطية مسيرة ايت عبدي ببني ملال، و هو يسيء من حيت يدري او لا يدري الى المسؤولين باقليم ازيلال، و نخبر في هذا الاطار، ان هذا الصحافي لم يجرء على سرد احداث جرت هنالك، خوفا من ان يطاله عقاب او توبيخ، من المسؤولين بالاقليم الذي ينتمي اليه.
ختاما نريد للتذكير، ان سبابتنا التي تشهد ان لا اله الا الله لا تكتب الباطل، و ان الاحتجاجات بازيلال لا تعكس حقيقة ما يوسعه المسؤولين بهذا الاقليم من ضيق على ساكنة ازيلال.