
أزيلال : المدرسة العمومية بين سندان الجودة ومطرقة( السوايع).
الجريدة العربية- المراسل (أزيلال)
أصبحت الدروس الليلية مدفوعة الأجر (السوايع)، خصوصا تلك التي يقدمها الأساتذة لتلاميذ الأقسام المسندة إليهم، شائعة أكثر فأكثر. وفي حين أن لهذه الظاهرة فوائد من حيث أنها تساعد التلاميذ المتعثرين على استدراك ما فاتهم من فرص الفهم أثناء الحصص الرسمية، إلا أن الإقبال الجماعي المنقطع النظير، للتلاميذ عليها لذا اساتذتهم، ينطوي على مخاطر متعددة الأبعاد.
التلاميذ اللذين يواظبون، على الكثير من حصص الدعم (السوايع) قد يكونون عرضة لاختلال إيقاع الساعة البيولوجية، مما قد يؤدي إلى اضطرابات النوم والتعب المزمن ومشاكل الصحة العقلية مثل القلق والاكتئاب، وقد يترتب عن ذلك ضعف الاستجابة وقلة التركيز داخل الفصل مما قد يقود، لا قدر الله، إلى الفشل الدراسي الذي قد يأتي في حينه أو بعد حين في المستويات الدراسية التالية.
فعندما يقوم الأساتذة بتدريس تلاميذ الأقسام المسندة إليهم، فإن ذلك يخلق تضاربًا في المصالح، إذ لا شيء يضمن تمتع التلاميذ الذين يستطيعون تحمل تكاليف (السوايع) بميزات غير عادلة على حساب زملائهم في القسم الذين لا يستطيعون لذلك سبيلا. وهذا يتعارض مع مبدأ تكافؤ الفرص، ومبدأ العدل والمساواة، ويضر بسمعة البلاد والمؤسسات التعليمة وبكفاءات الأطر والشواهد التعليمية.
ثم، أليس منافيا للأخلاق، أن يدرَس الأستاذ تلاميذه في القسم بالنهار ثم يستقبلهم بالليل خارج مؤسستهم التعليمية لإفهامهم، ذات الدرس، مقابل الدفع؟ الا يعتبر هذا ضربا لنظام العلاقات داخل المدرسة العمومية ولمبدئ ترســيخ البعــد القيمــي وثقافــة الحقــوق والواجبات؟وهنا يحق لكل من له ذرة احترام للمدرسة العمومية أن يتساءل؟ ألم يحن الوقت بعد للجهات المسؤولة عن التعليم أن تحدو حدو العديد من دول العالم في منع الدروس الليلية التي يقدمها الأساتذة لطلابهم وجعلها غير قانونية لما لها من تداعيات خطيرة على صحة التلميذ وعطاء الأستاذ وأخلاقيات التدريس وجودة التعليم؟