أزمة أوكرانيا : ماكرون و بوتين يتفقان على ضرورة خفض التصعيد لتفادي مخرج الحرب .
الجريدة الإخبارية ( ترجمات ) .
أعلنت الرئاسة الفرنسية أن ” إيمانويل ماكرون ” و “فلاديمير بوتين ” اتفقا يوم الجمعة 28 يناير على ” ضرورة خفض التصعيد ” و ” استمرار الحوار ” حتى لا تنزلق ” أزمة أوكرانيا ” في منعرج خطير . و خلال محادثة هاتفية بين القائدين الفرنسي و الروسي ، لم يصرح الرئيس بوتين بأي نوايا هجومية رغم الشعور بالقلق من الجانب الأمريكي . كما أوضح أنه لا يبحث عن مواجهة عسكرية حسبما ذكر المتحدث باسم قصر الإليزيه ، مضيفا أن ” الحوار صعب ” لكن ” قنوات النقاش تبقى مفتوحة ” .
و وفقا لبيان الكرملين أكد الرئيس الروسي على أهمية الحوار فيما يتعلق بالصراع في شرق أوكرانيا – حيث ينشط الانفصاليون الموالون لروسيا ضد كييف منذ عام 2014 – . إذ تسعى روسيا إلى فتح قنوات الحوار كل من أوكرانيا و ألمانيا وفرنسا وتهدف إلى تنفيذ اتفاقيات السلام التي خلص لها الطرفان في مينسك عام 2015 و التي تمر بمنعطف جد سيء .
أوكرانيا : نريد إثباتا يضمن أن روسيا لن تستخدم القوة العسكرية .
و تحدث ظهر هذا اليوم الرئيس الفرنسي ماكرون مع نظيره الأوكراني ، ” فلوديمير زيلينسكي ” , حيث قال الأخير بأن الغرب لا يستشعر ” الذعر” حول التوترات مع روسيا . إذ هناك ” احتمال قائم بوجود هجوم عسكري روسي , و الوضع أصبح أكثر خطورة مما كان عليه في عام 2021 “، ” نحن لا نرى تطورا يخالف ما كان عليه الأمر في العام الماضي . و أكد ” زيلينسكي ” متسائلا : ” كم يكلف هذا الخوف بلادنا ؟ إننا ” نحتاج إلى استقرار الاقتصاد ” . كما دعا الرئيس الأوكراني ” زيلينسكي ” روسيا التقدم خطوة نحو الأمام و إثبات ما من شأنه أنها لن تهاجم أوكرانيا .
و من جانبه قال وزير الدفاع الأمريكي ” لويد أوستن ” في مؤتمر صحفي خصه للتحدث عن أزمة أوكرانيا : إن الصراع بين أوكرانيا و روسيا أمر لا مفر منه ” . لكن مازال “هناك وقت للعمل و للدبلوماسية ” .
الولايات المتحدة تريد أن تكون حاسمة في أزمة أوكرانيا .
أكدت الولايات المتحدة الأمريكية يوم أمس الخميس أن خط أنابيب الغاز الشمالي 2 ، سيكلف موسكو ثمنا باهظا في حالة غزو روسيا لأوكرانيا . إن مصير خط الأنابيب المثير للجدل بين روسيا و ألمانيا – و الذي لم ترغب به واشنطن أبدا – بالتأكيد سيكون في قلب الحدث خلال الزيارة المرتقبة للمستشار الألماني ” أولاف شولز ” للبيت الأبيض في 7 فبراير القادم . إذ تؤكد الدبلوماسية الألمانية أن ” العقوبات القوية ” التي أعدها الغرب في حالة الهجوم الروسي سوف تشمل أيضا أنبوب الغز الشمالي 2 .
و كانت حكومة الولايات المتحدة أكثر إصرارا حيث حذرت الدبلوماسية الأمريكية ” فيكتوريا نولاند ” بلهجة تهديدية : أريد أن أكون واضحًة معكم اليوم , إذا غزت روسيا أوكرانيا بطريقة أو بأخرى فإن نورد ستريم 2 ( أنبوب الغاز الشمالي 2 ) لن يمضي قدما ” .
من ناحية أخرى انتقدت الولايات المتحدة جلسة مجلس الأمن الدولي يوم الخميس ، ودعت إلى عقد اجتماع يوم الاثنين بسبب ” التهديد الواضح ” الذي تشكله روسيا على ” السلم و الأمن الدوليين ” . و بحسب بيان صادر عن الإدارة الأمريكية , اتصل ” جو بايدن ” بنظيره الأوكراني ” فلوديمير زيلينسكي ” يوم الخميس و طمأنه بأن الولايات المتحدة سترد بحزم و صرامة على أي غزو روسي , كما أخبره بإمكانية زيادة المساعدة الاقتصادية الممنوحة لكييف .
و أثار الرئيس الديمقراطي مزيدا من القلق حين أبدى ” الاحتمال الواضح بأن الروس يمكن أن يغزوا أوكرانيا في شهر فبراير ” . و هو التاريخ الذي سبق ذكره من قبل المخابرات الأمريكية . لذلك يواصل الغرب الضغط على روسيا ، التي أظهرت بأنها متحفظة على أقل تقدير , و خاصة بعد تلقيها للردود الرسمية المكتوبة من الولايات المتحدة و حلف شمال الأطلسي ( الناتو ) لحثها للخروج من أزمة أوكرانيا بدون دماء .
وقالت ” نولاند ” : ” الكرة الآن في ملعبهم ” ، ” نأمل أن تدرس موسكو ما نقدمه لها وتعود إلى طاولة المفاوضات ” ، مؤكدة أنه في حال ” رفض ” عرض الحوار هذا , فإن العقوبات ستكون ” مؤلمة للغاية ” .
100 ألف جندي روسي على الحدود .
و نقلت روسيا في وقت سابق من سنة 2021 حوالي 100000 جندي ليخيموا على الحدود الأوكرانية بعرباتهم المدرعة . و تنفي روسيا أي خطط لغزو ، لكنها تعتبر نفسها مهددة بتوسع الناتو على مدى العقدين الماضيين بالإضافة إلى الدعم الغربي لكييف . حيث دعت إلى إنهاء رسمي و فوري لتوسع الناتو لا سيما في أوكرانيا ، والعودة إلى الانتشار العسكري الغربي الذي كان مدرجا في حدود عام 1997.
في حين رفضت الولايات المتحدة و حلف شمال الأطلسي بشكل غير مفاجئ هذه المطالب الرئيسية , بشكل رسمي يوم الأربعاء . ومع ذلك فقد تم فتح الباب مرة أخرى أمام المفاوضات بشأن القيود المتبادلة على نشر الصواريخ قصيرة و متوسطة المدى في أوروبا ، وكذلك على التدريبات العسكرية بالقرب من المعسكر المعارض قرب أوكرانيا .