الجريدة العربية – محمد الحجوي
لقيت طفلة قاصر مصرعها غرقاً، يوم أمس، في إحدى البرك المائية بدوار أولاد سي مسعود التابع لجماعة دار الشافعي بإقليم سطات، أثناء محاولتها جلب الماء إلى منزل أسرتها، في حادث يعكس بوضوح واقع الأزمة المائية التي تعرفها مناطق عديدة بالإقليم.
الطفلة، التي لم تتجاوز بعد 14 سنة، كانت في طريقها لجلب الماء من إحدى البرك العشوائية، وهي وجهة اضطرارية لسكان الدوار الذين يواجهون منذ سنوات معاناة يومية بسبب غياب الربط بشبكات الماء الصالح للشرب، وانعدام مصادر قريبة وآمنة للتزود بالماء.
مصادر محلية أفادت أن الضحية كانت تحمل قنينة ماء في طريقها المعتادة، قبل أن تنزلق وتسقط وسط البركة، ما أدى إلى غرقها. ورغم تدخل الساكنة، إلا أن محاولات الإنقاذ لم تنجح في إنقاذ حياتها.
وتعد هذه الواقعة مؤشراً مأساوياً على حجم الإهمال الذي يطال البنية التحتية القروية، وغياب إجراءات مستدامة لمواجهة العطش، خصوصاً في المناطق النائية، حيث يُجبر الأطفال والنساء على قطع مسافات طويلة في ظروف صعبة للحصول على الماء.
السلطات المحلية فتحت تحقيقاً في الواقعة، في وقت تتزايد فيه الأصوات المطالبة بتسريع مشاريع الربط المائي في العالم القروي، وتوفير حلول عاجلة ومهيكلة، خصوصاً في ظل تكرار حوادث مماثلة ترتبط بندرة المياه.
وتأتي هذه الحادثة في سياق أزمة مائية متفاقمة تشهدها عدد من مناطق المغرب بسبب تراجع التساقطات وتدهور الفرشة المائية، مما يرفع من حجم التحديات أمام الساكنة، ويطرح تساؤلات حقيقية حول نجاعة السياسات العمومية الموجهة للعالم القروي.