في مقال خاص نشرته سكاي نيوز عربية عبر موقعها على الإنترنت , ذكرت بأن السلطات الليبية قد عثرت على جثة 14 شخص في جنوب البلاد في غضون الأيام القليلة الماضية , و تعود غالبية تلك الجثث إلى أشخاص يحملون جنسيات إفريقية , هم من ضحايا الهجرة غير الشرعية , التي تستمر في غزوها لتصل حتى السواحل الأوروبية .
و أضافت ذات الجريدة قائلة بلسان مسؤول عن وحدة ” دار الرحمة ” بمركز سبها الطبي السيد حسن الرزوق : ” إن المشكلة تتكرر طوال السنوات الماضية , لكن الزيادة الأخيرة تعطي مؤشرا خطيرا للغاية , خصوصا و أن الجثث متحللة بشكل كامل , داعيا النيابة العامة إلى الإسراع في التحقيق بتلك الواقعة , و اتخاذ الإجراءات اللازمة لمجابهة تلك المشكلة “.
و يشار بالذكر أن ليبيا كانت و ما تزال معبرا للمرشحين للهجرة غير الشرعية نحو أوروبا عبر السواحل الإيطالية . إذ تمر قوافل المهاجرين من جنوب الصحراء عبر معابر و أخاديد خاصة في صحاري ليبيا القاحلة لبلوغ شمال البلاد حيث تتمركز وحدات المهربين التي تنقل المهاجرين نحو أوروبا بواسطة قوارب الصيد , و بمبالغ مالية تبدأ قيمتها من 1000 أورو فما فوق ..
و أضاف موقع سكاي نيوز عربية قائلا ” أن المجتمع الدولي غفل عن أوضاع دول الغرب الإفريقي , التي تشهد صراعات مسلحة لا تتوقف , حيث تنمو الجريمة و تنتشر الجماعات المتطرفة التي تسببت في غياب الأمن التام في المنطقة , مما أسفر عن نزوح أعداد لا تحصى إلى المناطق الخالية من النزاعات أو مغادرة البلاد . في وقت وجهت فيه المفوضية السامية لشؤون اللاجئين انتقادات لاذعة إلى السلطات الليبية بسبب استمرارها في طرد و ملاحقة اللاجئين على طول المنطقة الحدودية الليبية من بينهم أطفال و نساء حوامل .
و قال الناطق الرسمي للمفوضية ” روبرت كولفيل ” أنه بحسب المعلومات التي حصل عليها الفريق الميداني للمفوضية , أن السلطات الليبية طردت مجموعات كبيرة تتألف من 18 سودانيا دون إتباع الإجراءات القانونية التي يتم إتباعها في مثل هاته الحالات . و حسب مكتب حقوق الإنسان , يضيف مقال سكاي نيوز عربية , أنه في الأشهر الأخيرة الماضية , تم احتجاز مهاجرين من الصومال , إريتريا و تشاد , من بينهم أطفال و نساء حوامل , تم طردهم بالفعل . في حين رفضت وزيرة الخارجية الليبية السيدة ” نجلاء منقوش ” هاته الاتهامات التي وجهت إلى بلادها .
و تعاني كثير من دول إفريقيا جنوب الصحراء من مشاكل كثيرة سياسية و اقتصادية و اجتماعية و بيئية , شكلت من القارة بؤرة توتر مستمر منذ عقود , مما تسبب في نهب الثروات و خيرات القارة السمراء , و تسلط القوى الاستعمارية عليها الأمر الذي زاد الوضع تأزما , ليتسبب في موجة هجرة لم تتوقف بل تزيد يوما بعد أخر , أمام صمت دول العالم التي باتت عاجزة على إيجاد حلول واقعية .