الجريدة العربية
في إطار الاحتفال بشهر التراث الذي يمتد من 18 أبريل إلى 18 ماي، وبدعم من مديرية التراث الثقافي، نظم مركز الدراسات والأبحاث الحسانية بالعيون، وبشراكة مع مركز خبرة الصحراء للتوثيق والدراسات ببوجدور، المقهى الأدبي الرابع دور الأديب الراحل “جمان ول العالم”ـ تحت شعار: (الأدب الحساني معالم وحياة)، وذلك يوم الخميس 25 ماي 2023م بفضاء مقهى التاج ببوجدور.
بعد افتتاح اللقاء بالذكر الحكيم تناول الكلمة السيد “محمد اطريح” مدير مركز خبرة الصحراء للتوثيق والدراسات، قدم فيها ورقة تعريفية بالمرحوم “جمان ول العالم” وكرونولوجيا نشأته وتعليمه، وشغفه بالعلوم الشرعية، وخصوصا فقه البادية حتى أصبح مرجعا في فقه نوازلها، وتفتق قريحته الشعرية في وقت مبكر وتجربته الأدبية التي لامست كل القضايا المجتمعية لحياة الصحراء/ البادية، كما تطرق إلى ما حظي به من مكانة اجتماعية وعلمية وأدبية فهو الفقيه الشاعر بدون منازع ترك بصمته وخلد ذكره.
بعدها أخذ الكلمة السيد “الحافظ الهيبة” رئيس مركز الدراسات والأبحاث الحسانية بالعيون، عبر فيها عن كون شهر التراث يعتبر اهتماما نوعيا بالشأن الثقافي التراثي، وهو الشهر الذي تتفتق فيه أفكار الكفاءات الأكاديمية والأدبية، ولا أدل على ذلك هذا النشاط في الاحتفاء بالأديب الحساني “جمان ول الناجم” وتكريم الشاعر “عبد الواحد بروك” الذي حاز المرتبة الرابعة في مسابقة “أمير الشعراء” المقامة بإمارة أبوظبي، ولما عرج على أهم أنشطة المركز بالمناسبة، ثمن استراتيجية وزارة الثقافة في تثمين التراث الحساني المادي واللامادي، والمقاربة التشاركية التي تنهجها مع باقي أطياف المجتمع المدني المهتم بهذا التراث.
ثم كانت الجلسة العلمية التي سيرها الأستاذ “علي الديحاني” قدم فيها الأستاذ ” محمد مولود الأحمدي” وهو باحث في الأدب الحساني، ورقته المعنونة بـ: (خوارزمية الطلل في الشعر الحساني – “جمان ول العالم” أنموذجا-) بدأها بالشكر لمركز خبرة للتوثيق والدراسات على الديمومة الثقافية للمقهى الأدبي في نسخته الرابعة، ومشيرا إلى أن الأديب”جمان ول العالم” لم يحظ بعد بالتقدير اللازم، والاحتفاء به اليوم ضروري، موصيا السلطات المحلية بالإقليم بإطلاق اسمه على مؤسسة من المؤسسات العمومية، وداعيا في نفس الآن إلى ضرورة جمع شعر الأديب في ديوان جامع، بعدها تطرق بالدراسة الأدبية لطلعات من طلعات الراحل تناول فيها الأماكن الجغرافية الممثلة للوعاء الصحراوي.
وفي ورقة موسومة بـ:(مماثلة القيم في الأدب الحساني والفلسفة –عرض ومقارنة-)، تحدث الأستاذ “هدي يرب” عن المخزون القيمي الذي يزخر به الأدب الحساني من كرم وشجاعة وحكمة وتواضع وغيرها من الأخلاق والفضائل الحميدة، مقارنا إياها بما جاء عن أرسطو وأفلاطون في الفلسفة اليونانية، ليختم تدخله بالقول بأن الأدب الحساني يحمل قيما كونية من الحرية والعدالة والتعاون والتآزر.
وختم الأستاذ” ناجي سويلم” وهو باحث في علم الاجتماع الجلسة العلمية بورقته التي تحدث فيها عن (سوسيولوجيا الأدب الحساني) منطلقا من تساؤل: هل هناك سوسيولوجيا للأدب الحساني؟، ومجيبا من خلال مدخل فلسفي في المقارنة بين نظرة أفلاطون وأرسطو للشعر، ومعرفا بسوسيولوجيا الأدب بكونها الدراسة العلمية للمجتمع المتمحورة حول الثقافة/ والمدنية/ الحضارة، من خلال تتبع العلاقات بين الحياة الاجتماعية والأدبية وطريقة انتاج الأدب وتحليله، ليقف على مجموعة من الروايات الصحراوية التي اختزنت الظواهر الاجتماعية والثقافة الشعبية، وتظمنت متضادات من جمال وقبح، وفقر وغنى، والنحافة والسمنة، وغيرها، خاتما ورقته بكون الرواية تشمل مادة خصبة لسوسيولوجيا الأدب.
بعد ختام الجلسة العلمية ألقى الشاعر “عبد الواحد بروك” المكرم قصائد شعرية مرفوقة بعزف العود، كما تحدث نجل المحتفى به “جمان ول العالم” باسم أسرته بالمناسبة.
لينتهي اللقاء بتوزيع الأدرع التكريمية والاحتفائية.