الجريدة العربية
تشكل العلاقات السياسية و الاقتصادية و العسكرية الوثيقة بين الجزائر وروسيا ، التي نظمت في الأونة الأخيرة مناورة عسكرية مشتركة على الحدود المغربية ، مصدر قلق للاتحاد الأوروبي . حيث بعث أعضاء البرلمان الأوروبي برسالة إلى أورسولا فون دير لاين ، رئيسة المفوضية الأوروبية ، للمطالبة بمراجعة الاتفاقات مع الجزائر .
في هذه المراسلات ، حذرت مجموعة مؤلفة من 17 عضوًا من أعضاء البرلمان الأوروبي من أن النظام الجزائري “من بين أكبر أربعة مشترين للأسلحة الروسية في العالم ، و على وجه الخصوص عقد أسلحة يزيد عن 7 مليارات يورو في عام 2021” و أن “هذا النقل العسكري قد جعل الجزائر ثالث أكبر متلق للأسلحة الروسية في العالم ” . ويركز هذا التعاون العسكري بين البلدين على تنظيم تدريبات عسكرية مشتركة . و في أزمة مع جارتها بشكل رئيسي بسبب قضية الصحراء ، قامت الجزائر بمناورات عسكرية مشتركة لمكافحة الإرهاب مع القوات الروسية في منطقة بشار قرب الحدود المغربية .
و ينظر أعضاء البرلمان الأوروبي نظرة قاتمة إلى قرار الجزائر بالامتناع عن التصويت على قرار الأمم المتحدة الذي يدين محاولات روسيا لضم مناطق أوكرانية . هذه البادرة “مذهلة بالنظر إلى أن الجزائر حاولت دائمًا الامتثال للقانون الدولي و تحترم سيادة الدول . و مع ذلك ، يبدو أن الأمر يتعلق بمكيالين جزائريين ” ، أو بالأحرى بوجهين يتسمان بالنفاق السياسي و الضحك على الأذقان بسذاجة .
كل ما تقوم به السلطة العسكرية الجزائرية لا يدفع فقط المسؤولين الأوروبيين المنتخبين إلى المطالبة برد فعل على الروابط العسكرية بين الجزائر وروسيا ، ولكن أيضًا مراجعة الاتفاقيات الأوروبية التي أبرمها الإتحاد الأوروبي مع الجزائر .