أعمدة الرأي

ظاهرة التشفي في المرض هل تُسقط وسائل التواصل قيم المغاربة الأخلاقية؟

الجريدة العربية -الرباط

في زمنٍ أصبحت فيه وسائل التواصل الاجتماعي منصة للتعبير الحر، برزت ظاهرة مؤسفة تُظهر التراجع في القيم الأخلاقية، وهي التشفي في المرض والمصائب. ولعل أحدث تجليات هذه الظاهرة تتعلق بالسخرية التي طالت شخصيات عامة مثل عزيز أخنوش والحبيب المالكي بسبب ظروفهما الصحية، فضلاً عن القائد الذي تعرض للصفع في تمارة. وما زاد الطين بلة هو السخرية من مدة العجز الطبي التي حصل عليها القائد وتُقدر بـ30 يومًا، إذ أصبحت هي الأخرى محل استهزاء وتهكم.


فالمرض هو حالة إنسانية عالمية تُبرز هشاشة البشر، ولا تفرق بين غني وفقير، مسؤول أو مواطن عادي. ومع ذلك، شهدنا في منصات التواصل الاجتماعي تعليقات تحمل قدراً كبيراً من التشفي والسخرية تجاه هذه الحالات، مما يُبرز أزمة عميقة في التعاطف الإنساني وتحولاً نحو التنمر والإساءة كوسيلة للتفاعل.

فإذا كانت وسائل التواصل الاجتماعي تُعتبر مساحة للتعبير والنقاش، إلا أن البعض استغلها لنشر الكراهية والتشفي. أصبح المرض والمآسي مدخلاً للسخرية، بدلاً من أن تكون فرصة لتعزيز الروابط الإنسانية وتقديم الدعم. هذه التحولات تعكس الحاجة لإعادة التفكير في كيفية استخدام هذه المنصات بشكل يحترم القيم والمبادئ الأخلاقية.

ان المغاربة معروفون بكرم أخلاقهم وتقاليدهم الإنسانية، ويقولون دائماً “الله يشافي كل مريض”. لكن هذا الإرث الثقافي يتعرض اليوم لتحديات بسبب نزعات التشفي التي تظهر لدى البعض. يبدو أن الأزمة ليست في المرض، بل في بعض “العقول” التي باتت أسيرة للتطرف اللفظي والكراهية الرقمية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى