الجريدة العربية – الرباط
تواصل تحالفات الجماعات المتمردة تقدمها ضد قوات نظام بشار الأسد المدعومة من روسيا و إيران ، في عمليات عسكرية تأتي لتذكّر بأن الصراع السوري، الذي قد يكون قد شهد انخفاضًا في حدته، لم يتوقف يومًا. ومنذ اندلاع الاحتجاجات ضد الرئيس بشار الأسد في عام 2011، تمكنت مجموعات مسلحة مختلفة من السيطرة على أجزاء واسعة من الأراضي السورية.
ووفقًا للمرصد السوري لحقوق الإنسان (OSDH)، أسفرت هذه الهجمات الأخيرة عن مقتل 214 متمردًا، و137 عنصرًا من القوات الموالية للنظام، إضافة إلى 61 مدنيًا، من بينهم 17 شخصًا لقوا حتفهم يوم الأحد الماضي.
و توعد الرئيس السوري بشار الأسد اليوم الأحد باستخدام “القوة” للقضاء على ما أسماه بـ”الإرهاب”، وذلك خلال اتصال هاتفي مع مسؤول من أبخازيا، الإقليم الانفصالي الموالي لروسيا في جورجيا، وفقًا لما نقلته وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا). وقال الأسد، كما نقلت عنه سانا: “الإرهاب لا يفهم إلا لغة القوة، وسنواجهه بهذه اللغة ونقضي عليه، بغض النظر عن داعميه ومموليه”، وذلك عقب هجوم مفاجئ ودامٍ شنّه تحالف من جماعات متمردة بقيادة إسلاميين في شمال سوريا، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.
كما أكد الرئيس السوري، خلال لقائه مع نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، على أهمية “دعم الحلفاء” لمواجهة “الهجمات الإرهابية”، وفقًا لما ذكرته الرئاسة السورية. يُشار إلى أن هذا اللقاء هو الأول للرئيس السوري منذ الهجوم الذي شنته جماعات متمردة يوم الأربعاء على مدينة حلب شمال البلاد.
هذا وتتقدم الجماعات المتمردة بشكل يشبه “الجرافة” بعد هجومها المفاجئ، حيث أصبحت مدينة حلب، ثاني أكبر مدينة في سوريا، خارج سيطرة نظام بشار الأسد. وأفاد رامي عبد الرحمن، مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان (ومقره المملكة المتحدة ويعتمد على شبكة واسعة من المصادر في سوريا)، بأن جماعة “هيئة تحرير الشام” الإسلامية والفصائل المتمردة المتحالفة معها “تسيطر على مدينة حلب، باستثناء الأحياء التي تسيطر عليها القوات الكردية. ولأول مرة منذ بداية النزاع في عام 2011، أصبحت حلب خارج سيطرة النظام”. وأشار نفس المرصد إلى مقتل أكثر من 330 شخصًا في الإجمال، بحسب ما نقلته وكالة رويترز.