ردت جبهة البوليزاريو الانفصالية على الخطاب السامي الذي ألقاه الملك محمد السادس بمناسبة إحياء ذكرى ثورة الملك و الشعب ، و لا سيما المقاطع الخاصة بالصحراء .
أشار صاحب الجلالة الملك محمد السادس في خطابه الأخير أننا في السنوات الأخيرة ، قد حققنا إنجازات كبيرة على الصعيدين الإقليمي و الدولي ، و كلها كانت في صالح موقف المملكة العادل و الشرعي من مغربية الصحراء. […] و بالمثل ، فإن المغرب يحيي الموقف الواضح و المسؤول لإسبانيا ، هذا البلد المجاور الذي يعرف جيدًا أصل هذا الصراع و طبيعته الحقيقية. […] و فيما يتعلق ببعض الدول التي هي من بين شركائنا ، تقليدية أو جديدة ، و التي تكون مواقفها من قضية الصحراء غامضة – قال حفظه الله – نتوقع منهم توضيح و مراجعة جوهر موقفهم ، بطريقة لا لبس فيها .
لم يفشل هذا المقطع في إثارة رد فعل جبهة المتمردين البوليزاريو . ففي بيان وقعه الانفصالي عبد الله عربي ، مندوب الجبهة الإرهابية و المقيم بإسبانيا ، ” تعتقد حركة الاستقلال أن الصحراء […] لا تزال واحدة من 17 منطقة غير متمتعة بالحكم الذاتي تنتظر إنهاء الاستعمار ، و بالتالي ، تظل إسبانيا القوة الإدارية لآخر مستعمرة أفريقية . و يجب على إسبانيا أن تتحمل وضوح و قوة القانون الدولي فيما يتعلق بمسألة الصحراء […] ، لكنها للأسف اختارت تجاهل أحكام القانون الدولي ” . و بحسب جبهة البوليزاريو الإرهابية ، فإن أي موقف إسبانيا مخالف للقانون الدولي , و يزيد من تعقيد الوضع و يزيل أي احتمال للسلام و الاستقرار في منطقة ذات أهمية حيوية لأوروبا و إسبانيا .
و بالنسبة لهاته الحركة المصطنعة قلبا وقالبا من قيادات الجارة الجزائر ، فإن تسوية قضية الصحراء تمر دون شك من خلال الاستفتاء أو استقلال الإقليم . حلول لم تعد مذكورة , بل هي توهمات و أضغاث أحلام , و لا يمكن تصورها في ظل تطور الملف في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة . حيث المجتمع الدولي يولي أهمية قصوى للطرح المغربي الحكيم , الخاص بالحكم الذاتي للأراضي الجنوبية للمملكة , و التي تعتبر شأنا داخليا , حشرت فيه جهات أخرى أنفها , لتفتك بالسلام و الأمن الدوليين .
و تضل جبهة البوليزاريو التي تعيش على فضلات السياسة الدولية , و تقتات على خيرات الشعب الجزائري و على أرض و إقليم جزائري , – تضل – في نظر العديد من فقهاء القانون الدولي , منظمة انتهازية , توظف من طرف جنرالات عسكر قصر المرادية , للإلهاء الشعب الجزائري و تصريف المشاكل الداخلية عبر ملف ” ولد ميتا ” . ناهيك عن أن العسكر كان و لازال و سيبقى يبحث عبر ملف الصحراء المغربية , و صنيعته البوليزاريو , عن حلقة وصل تربطه بالمجتمع الدولي و الإفريقي , لإيمانه المطلق , بأن الجزائر بدون ” غاز و بوليزاريو ” ما هي إلا بيدق مأكول على رقعة ” الضاما ” التي تتسيدها المملكة المغربية عبر ملوكها و سلاطينها منذ زمن غابر .