الجريدة العربية
طنجة : أكثر المدن المغربية
طنجة جميلة مدن الشمال المغربية التي تبهر، تسحر، و تأسر القلب . في القرن العشرين ، أوقعت أكثر المدن المغربية تمردًا على الفكر الاستعماري ، و الواقعة عند ملتقى المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط، في شباك عشقها مجموعة من المؤلفين والمشاهير من جميع أنحاء العالم ، مثل تينيسي ويليامز، وجان جينيه، وبول بولز، وإيف سان لوران. أو جوزفين بيكر… اليوم مدينة طنجة ، أو “لؤلؤة الشمال”، التي لم تفقد شيئًا من جاذبيتها الحنينية، هي في طور إعادة تطوير عمقها مع الحفاظ على خصلة ترحيبها بالفنانين . في هذا الربورتاج سنأخذكم في جولة إرشادية تجمع بين روعة الماضي وأمجاد الغد .
عازف الفلوت عبد الواحد الصنهاجي (هنا يظهر في الصورة مع آلة العود ) يتدرب في عرينه ، المسمى ( أولاد المضيق) ، وهو مكان يقام فيه عادة حفل موسيقي صغير ، هو بالأحرى مقهى يعتبر ملاذا للموسيقى العربية الأندلسية .
غروب الشمس الدفيء فوق سماء “عروس الشمال”
إنها طقوس طبيعية لنهاية اليوم ، للاستمتاع بغروب الشمس الذي يشع في سماء “عروس الشمال” بألوان وردية رقيقة، يتجمهر سكان طنجة على الكورنيش. وقد تم تجديده كجزء من مشروع التأهيل الحضري الكبير لخليج طنجة مارينا ، الذي أطلقه جلالة الملك محمد السادس قبل عقد من الزمن . أما الميناء، فقد أصبح بفضل توسعته ، عام 2019، الأكبر في قارة أفريقيا .
مقهى بابا في المدينة
ملكة السويد، أو الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان أو رولينج ستونز و حتى مطرب البوب الشهير بوب مالرلي … تزين صورهم بالأبيض والأسود رفقة صور أخرى لمشاهير عابرين جدران مقهى بابا ، الذي افتتح في المدينة القديمة عام 1941و المطل على مضيق جبل طارق . كان ذات يوم ملاذًا للمشاهير من الهيبيين و أصحاب الراسطا . هذا المقهى القديم كحانة أسطورية لم تفقد أيًا من جاذبيتها القديمة ، بين دوامات التبغ المجفف ورائحة الشاي بالنعناع .
موقع ضريح ابن بطوطة
نجد في الصورة أعلاه ثلاثة أطفال يتحادثون تحت نقش يمكن أن يمر بسهولة دون أن يلاحظه أحد في الأزقة المتعرجة بالمدينة . ومع ذلك ، تشير هذه اللوحة المتواضعة إلى موقع ضريح أشهر سكان طنجة و التاريخ العالمي إنه الرحالة المغربي ابن بطوطة . لد هذا الأمازيغي المغربي عام 1304 لعائلة من العلماء ، وكان أعظم رحالة في عصره ، فقد قطع مسافة 120 ألف كيلومتر في 24 عامًا فقط ، وصولاً إلى الشرق الأقصى ليحدد مفهوما جديدا للرحلة حول أصقاع الدنيا ، و يفتح الباب على مصرعيه لمن جاء بعه أمثال ماركو أبولو ، ماجلان ، كريستوفر كولومبوس و غيرهم .
بنايات حاضرة من بقايا الماضي
تُعَد القنصلية البريطانية السابقة واحدة من بقايا العصر الذهبي لطنجة، عندما كانت المدينة، منذ عام 1923 وحتى استقلال المغرب ، تتمتع بالوضع الأصلي لمنطقة دولية يديرها اتحاد من الدول (بما في ذلك المستعمر الفرنسي الغشيم ) . تم تحويل مبنى القنصلية منذ ذلك الحين إلى فندق ، لكنه احتفظ بسحر الحنين ، بين الصور الصفراء والعداد المتحلل وبلاط رقعة الشطرنج…
مؤسسة أو مكتبة “Librairie des Colonnes”
تأسست مكتبة الكولون “Librairie des Colonnes”في أعقاب الحرب العالمية الثانية، وهي مؤسسة يمكن اعتبارها معبد الأدب متعدد اللغات (توجد أعمال باللغات الإنجليزية والإسبانية وما إلى ذلك) تطارده أشباح مارغريت يورسينار وصامويل بيكيت وكتاب العصر الحديث أمثال جيل البيت، بول بولز، جاك كيرواك…
فنانون مغاربة يجعلون طنجة نجمة النجوم
بوجودها التاريخي و إطلالتها على المحيط الأطلسي و البحر الأبيض المتوسط ، و تشبعها تظل طنجة مرتعًا للإبداع، لكن قبل كل شيء، الفنانون المغاربة هم الذين يجعلونها نابضة بالحياة، مثل الممثلة سمية أكعابون، نجمة المسلسل التلفزيوني الشهير “وادي”.
خذ وقفة فيدار المخزن (قصر السلطان) حيث موسيقى جمال تخلق الجمال
يقف عازف الكمان ، ابن مدينة طنجة “جمال واسيني” هنا في دار المخزن أو ما يسمى بقصر السلطان ، وهو جوهرة العمارة العربية الأندلسية التي يعود تاريخها إلى القرن الثامن عشر و التي بنت في عهد السلطان المولى إسماعيل ، والتي تحولت إلى متحف القصبة لثقافات البحر الأبيض المتوسط .
البازار الذي لا يمكن تفويت زيارته
في مدينة عروس الشمال المغربي ، تزخر مدينة طنجة العتيقة بجواهر الحرف المغربية الأمازيغية – من الفضة والعنبر والسيراميك والسجاد وغيرها – . فقد وجدت هاته السلع التحفة ، مكانها في السوق الذي لا يمكن تفويته لتاجر التحف عبد المجيد رايس الفني .
القصبة : مصدر إلهام للرسامين
كانت شوارع القصبة المنحدرة والملونة، المحصنة في القرن الثاني عشر، دائما مصدر إلهام لا ينضب للرسامين، من يوجين ديلاكروا إلى فرانسيس بيكون… هنري ماتيس، الذي أبدع حوالي ستين رسما وحوالي عشرين لوحة قماشية في طنجة، نصب حامله هنا في عام 1912، وخلد هذا المبنى المقبب (بالباب الأخضر في الصورة أعلاه ) في عمل بعنوان “المرابط” .
بحار طنجة : تذوق صيد المحيط و المتوسط
المعدات بسيطة للغاية ، مجرد قطعة من الطوب وبعض الطاولات موضوعة على الشاطئ ، في ظلال أشجار الصنوبر، في مواجهة المحيط . على مدى أربعة عقود، توافد الناس من جميع أنحاء طنجة إلى “شواء عبدو” لتذوق صيد اليوم المشوي على نار الحطب . حيث يقع هذا المطعم في الغابة الدبلوماسية ، وهي منطقة غابات شاسعة تقع جنوب مدينة طنجة والتي تم إعادة تطويرها بالكامل لتصبح حديقة حضرية العام الماضي .