خطر ثقافي : إيديولوجية الملحد ” سيد القمني ” أشعلت النار في الفكر التنويري .

الجريدة الإخبارية .

تعددت مشارب الفكر الإنساني و الثقافة الاجتماعية و تفرعت المذاهب الكلامية . و معها انبثقت موجة من الكتاب و المتكلمين , ممن تمت تسميتهم في أوساط الثقافة ” بالمفكرين ” . فكان حظ العالم العربي و الإسلامي على مر التاريخ ” وافرا ” , لكنه لم يكن أوفر مما عليه الحال في الخمسين سنة الأخيرة . خاصة بعد ظهور البعثات الطلابية و الحركات التحررية و الفكرية الشبابية . التي حاولت أن تؤسس لنفسها ” مذهبا ” جديدا وسط الفكر الحضاري العربي الإسلامي , أو بما يسمى بالحركات التنويرية التي جاءت ” لتصلح و تصحح أو بتعبير أدق ترمم ” الفكر الديني للمسلمين كما ” يروجون “. من بين هؤلاء المؤثرين نذكر على سبيل المثال لا الحصر , الكاتب المصري ” سيد القمني ” و الدكتورة ” نوال السعداوي ” و الإعلامي المصري ” إبراهيم عيسى ” و لائحة طويلة لا تعد فيها الأسماء و لا تحصى .

” سيد القمني ” أيقونة العلمانية المتربصة .

ولد ” سيد محمود القمني ” في 13 مارس من سنة 1947 بقرية بني سويف . قضى معظم حياته في نقد التاريخ الإسلامي , حيث كرس كتاباته و مؤلفاته متصديا لأفكار ” جماعات الإسلام السياسي ” . أشتهر بأسلوبه اللاذع ” السليط ” في تناول الحقبة النبوية و الغزوات و الإسراء و المعراج , حيث شكك في الماهية المادية للمعجزات التي حدثت في حقبة الرسول محمد ( صل الله عليه و سلم ) . و قدح في شخصية الخلفاء الراشدين و منهجهم في نشر الإسلام . بل ذهب إلى أبعد من ذلك حيث طعن في الذات الإلهية و في أنبياء الله ( عليهم السلام ) , و زعم أن القرآن نص تاريخي يجب فيه فصل ” المكي ” عن ” المدني ” حتى يسهل التعامل به , و أن المسلمين عليهم الفصل بين ما هو تاريخي وجودي و بين المتخيل الميتافيزيقي الذي لا يتوافق مع الفيزياء .

وصف ” سيد القمني ” بالتطرف الفكري و بالإلحاد و العلمانية و بأنه مرتد ” يخدم أجندة غربية تهدف إلى هدم الإسلام من الداخل “ . في حين نعثه البعض بأنه ” مفكر إسلامي “ يسعى إلى إعمال العقل لتحرير المسلمات العقائدية من الجمود . كما اشتغل على فصل الموروث العربي عن التأصيل الديني الإسلامي , من أجل بناء دولة مدنية لا تحكمها ” عقلية الخلفاء ” . و من بين أشهر ما صدر عن هذا ( المتقول ) عبارة هاجم بها شيوخ و مدنيي الإسلام السياسي : ” أم نحن ولاية ضمن أمة لها خليفة متنكر في صورة القرضاوي , أو في شكل هويدي , تتدخل في شؤون كل دولة يعيش فيها مسلم بالكراهية و الفساد و الدمار . و يؤكد وجوده كسلطة لأمة خفية نحن ضمنها “ .

” القمني ” و صك الغفران ” أنا كافر ” .

قبل موته بفترة قليلة أعلن ” سيد القمني ” كفره بالدين الإسلامي , و صرح بذلك أمام جمع من أتباعه خلال الندوة الثانية التي نظمتها ” منظمة أدهوك ” و التي جمعته بثلة من أصحاب الفكر الإلحادي ببروكسيل تحت عنوان ” جذور و أصول العنف في الإسلام , العلمانية هي الحل “ . حيث استضافت ذات المنظمة الكاتب و المفكر السوري ” أدونيس ” الذي أسهب هو الأخر في الحديث على أهمية ترك الإسلام إذا ما أراد الإنسان العربي التقدم , و سلك نهج الأمم الأخرى , معبرا على أن تخلف المسلمين العرب هو تعلقهم بالنص الشرعي الفقهي الذي يؤسس للحضارة العربية الإسلامية .

” سيد القمني ” الذي ناصر الفكر التنويري و سعى لإخفاء ما يبطنه تجاه الدين و التاريخ الإسلاميين , كان يقول لتلاميذه أن يخفوا إلحادهم و أن يظهروا للمسلم صورة ناعمة حتى ينزلق في مغالطاتهم . و في كثير من اللقاءات المتلفزة , كان يقول لجمهوره : أنا مسلم صحيح الإسلام . حتى أنه كان ينطق الشهادة كاملة في لقاءته ,لينخدع أتباعه . و من بين أشهر الشخصيات الفنية التي اغترت ” بسيد القمني ” الفنان الكبير ” محمود الجندي ” قبل أن يندم و يتوب . ثم الممثلة المصرية ” إلهام شاهين ” و عشرات من الشباب الذين كانوا ملتزمين فأعلنوا ردتهم عن الإسلام , بعد تأثرهم بكتب ” سيد القمني ” ..

و قبل وفاته صرح العلماني و الملحد الأفاق قائلا بالحرف و الكلمة : ” أنا كافر , أنا ….. كافر “ , لتكون القشة التي قصمت ظهر البعير . و جعلت العالم العربي يثبت بشكل رسمي ” تمويه سيد القمني ” لفترة طويلة حتى تمكن من الأجيال , و صار له أتباع هم على حد قوله ” أنتم أبنائي ” .

Exit mobile version