أخبار المغرب

بين صمت الأمس وصوت اليوم: الصحافة ومسؤولية نقل الحقيقة

الجريدة العربية – الرباط

في موسم كروي استثنائي، شهدت الجماهير منعًا ممنهجًا من حضور المباريات بدعوى “الدواعي الأمنية”، وهو مبرر أصبح متكررًا دون تقديم توضيحات شفافة حول حيثياته. ورغم هذا المنع الذي طال عشاق اللعبة منذ بداية الموسم، ظلت كثير من الأقلام الصحفية صامتة، دون أن تتناول القضية بجدية أو تطرح تساؤلات عميقة حول مدى شرعية هذه القرارات وتأثيرها على المشهد الرياضي والجماهيري.

اليوم، ومع تصاعد الحديث عن سحب 10,000 تذكرة من الشبابيك على شكل دعوات، يتساءل الجمهور: أين كانت الأصوات الصحفية عندما كان المنع يُمارس بشكل أسبوعي؟ هل كان الصمت قرارًا طوعيًا أم نتاج ضغوط غير معلنة؟ الصحافة، بوصفها سلطة رابعة، مطالبة بالتحلي بالجرأة في نقل الحقيقة دون انتقائية، لأن الحق لا يُجزّأ.

انتظار الصحافة للضوء الأخضر للحديث عن القضية يطرح إشكالية ازدواجية المواقف، فالكلمة يجب أن تكون حرة ومستقلة، تُقال متى دعت الحاجة، لا حينما يُسمح لها بالخروج. فالموقف الحيادي لا يعني الصمت عن الظلم، بل يعني إظهار الحقائق دون مجاملة أو انحياز.

الكرامة الصحفية ليست للبيع أو الشراء، بل تُبنى بالمواقف القوية، بالالتزام بمبادئ المهنة، وبالجرأة في الدفاع عن الحق. المرحلة الحالية تتطلب صحافة مسؤولة، تطرح الأسئلة الصحيحة، وتعمل على كشف المستور في كل الملفات التي تمس الجمهور الرياضي.

فهل يتحرك الصحفيون لتصحيح المسار، أم سيبقى الصوت مشروطًا بالإذن؟ الأيام القادمة ستكشف مدى التزام الصحافة بمبدأ قول الحقيقة رغم مرارتها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى