الجريدة العربية – مصطفى القبلاني
في مبادرة غير مسبوقة على الصعيد القنصلي بإيطاليا، نظمت القنصلية العامة للمملكة المغربية بمدينة فيرونا، اليوم السبت 14 يونيو 2025، يوماً مفتوحاً لفائدة المواطنين المغاربة التابعين لنفوذها الإداري بجهة فينيتو (التريفينيطو)، وهي واحدة من أكثر المناطق احتضانًا لأفراد الجالية المغربية بشمال إيطاليا.
وقد لاقت هذه المبادرة استحسانًا واسعًا، لما وفرته من خدمات إدارية شاملة، حيث لم تقتصر على تسليم البطائق الوطنية الإلكترونية وجوازات السفر، بل شملت كذلك كل ما يحتاجه المواطن من خدمات قنصلية، بما فيها التصديق، استخراج الوثائق العدلية، وتسجيل عقود الزواج، وذلك في إطار تبسيط المساطر الإدارية وتيسير الولوج إلى الخدمات العمومية.
وفي إطار اللامركزية الخارجية التي تنهجها المملكة المغربية، والتي شددت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج على تفعيلها، أصبح بإمكان المواطنين المغاربة غير القاطنين فعلياً ضمن منطقة نفوذ القنصلية العامة بفيرونا، الاستفادة من خدماتها، سواء لضيق الوقت أو لقربها الجغرافي من مقر سكناهم، وهو ما زاد من الإقبال على هذه المبادرة النوعية.
وكان من المقرر، حسب الإعلان الرسمي، أن تفتح القنصلية أبوابها في تمام الساعة الحادية عشرة صباحاً، غير أن الإقبال الكثيف وأهمية هذا اليوم دفعت السيدة القنصل الأستاذة وفاء الزاهي، وبعد التشاور مع فريقها الإداري، إلى اتخاذ قرار فوري بفتح الأبواب ابتداءً من الساعة العاشرة صباحًا، واستمرت العملية إلى حدود الثالثة بعد الظهر، حيث تم استقبال وإنهاء مصالح جميع الوافدين في جو من الانضباط المهني والاحترام المتبادل.
العدد المُسجل من الطلبات بلغ 168 موعدًا، تم خلالها تقديم الخدمات لعدد يفوق هذا الرقم ، في يوم عطلة أسبوعية تحوّل إلى مناسبة للعمل والمردودية الإدارية الهادفة، بقيادة القنصل العامة الأستاذة وفاء الزاهي، التي حضرت منذ اللحظات الأولى وأشرفت شخصيًا على حسن سير العمل، في دلالة واضحة على التزامها التام بخدمة الجالية وحرصها على تعزيز جسور الثقة والتواصل معها.
وعاين مراسل الجريدة العربية ، الذي اختار التفاعل كمواطن دون الكشف عن صفته الصحفية، الأجواء الإيجابية والفعالية التي وسمت هذا اليوم، حيث تم استقبال المواطنين بكل ترحاب، في فضاء إداري منضبط وسلس، أتاح للجميع قضاء مصالحهم دون عناء أو انتظار طويل. وقد عبّر عدد من المرتفقين عن ارتياحهم، حيث قال أحدهم في تسجيل صوتي: “صرتُ أزور القنصلية كما أزور بيتي. الموظفون يعاملوننا باحترام وتقدير، ولا فرق بين هذا وذاك، الكل يُعامل كمواطن له كامل الحقوق والاحترام.”
وفي بادرة تقديرية مميزة، أقيم حفل غذاء على شرف الموظفين، نظمه الطاقم القنصلي تكريماً لجهودهم المبذولة خلال هذا اليوم الذي يُفترض أن يكون للراحة، لكنهم جعلوا منه عنوانًا للعطاء والتفاني.
ويُذكر أن مبادرة اليوم المفتوح بالقنصلية العامة للمملكة المغربية بفيرونا هي الأولى من نوعها في إيطاليا، حيث تم وضع خارطة طريق واضحة على أربع مراحل موزعة على التواريخ التالية:
-
السبت 24 ماي 2025
-
السبت 14 يونيو 2025
-
السبت 28 يونيو 2025
-
السبت 5 يوليوز 2025
علماً أن المكاتب الإدارية بالقنصلية تفتح أبوابها خلال هذه الأيام من الساعة الحادية عشرة صباحًا إلى الثانية زوالاً، في حين أبدت الإدارة استعداداً لتمديد هذا التوقيت عند الضرورة، كما حصل في يوم السبت الحالي.
هذه المبادرة النوعية تعكس الرؤية الحديثة التي تقود بها الأستاذة وفاء الزاهي القنصل العام للمملكة المغربية بفيرونا عمل المؤسسة، حيث أثبتت، رفقة طاقمها الكفء، أن الإدارة القنصلية قادرة على أن تكون قريبة من المواطن، مرنة مع متطلباته، وفعالة في إيجاد حلول واقعية تتماشى مع ظروفه المهنية والجغرافية والزمنية، خصوصًا في فترات الذروة التي تسبق العطل الصيفية.
بفضل هاته المبادرة القيمة لا يسع الجالية المغربية المقيمة بهاته الجهة الشمالية من إيطاليا، إلا أن تشيد عالياً بالسيدة القنصل وفاء الزاهي وبالطاقم القنصلي معها، الذين جعلوا من هذه المبادرة عنواناً للثقة، ومثالًا لما يمكن أن تكون عليه الإدارة المغربية حين تتجند لخدمة الوطن والمواطن، داخل البلاد وخارجها.
-
-
-
-
-
-
