الصحراء المغربية : الجزائر ( تتجرأ ) و تعلق معاهدات التعاون مع اسبانيا .

الجريدة الإخبارية .

علقت الجزائر يوم الأربعاء « معاهدات الصداقة و حسن الجوار و التعاون » المبرمة عام 2002 مع إسبانيا . و أعلنت الرئاسة الجزائرية أن هذا الإجراء هو رد على تحول مدريد في ملف الصحراء ليتماشى مع موقف المغرب . و قالت إسبانيا أنها « تأسف » لهذا القرار الأحادي الجانب .

كانت السياسة الجزائرية تحترق لعدة أشهر , لكنها أعلنت يوم الأربعاء 8 يونيو ، و بدون سابق إنذار , تعليق معاهدة التعاون مع إسبانيا بعد أن أعلنت المملكة الأيبيرية دعمها لخطة مقترح الحكم الذاتي المغربية للصحراء . مما أجبر الجزائر أن تقول بأن هذا الأمر يخالف الموقف التقليدي للقوة الاستعمارية الإسبانية السابقة .

قطع معاهدات التعاون مع اسبانيا و الدراما الجزائرية الجديدة .

تقرير : بوحافة العرابي *

و اعتبر من ( يحكم قصر المرادية من أصحاب البدلات الخضراء الموحدة ) أن الموقف الجديد للسلطات الإسبانية هو « انتهاك لالتزاماتها القانونية و الأخلاقية و السياسية » ، مما جعل الجزائر « تقرر أن تعلق على الفور معاهدة الصداقة و حسن الجوار و التعاون التي أبرمتها في 8 تشرين الأول / أكتوبر 2002 مع مملكة إسبانيا و التي ستشرف على تطوير العلاقات بين البلدين » . و أعلنت الرئاسة أن هذا الإجراء هو رد على تحول مدريد في ملف الصحراء ليتماشى مع موقف المغرب . في حين ردت الحكومة الإسبانية بقولها أنها « تأسف » لهذا القرار غير المتزن و الأحادي من طرف الجزائر .

و كانت الحكومة الإسبانية الحالية قد أعلنت دعمها الكامل للصيغة القانونية و المشروعة للحكم الذاتي الداخلي التي تدعو إليها المملكة المغربية , للحفاظ على حقها و حق شعبها الشرعي في أراضيها الجنوبية . حيث عملت المملكتين المغربية و الإسبانية على تعزيز قوة المغرب في الحفاظ على مكتسبه القانوني عبر الدعم اللامشروط لقضية الصحراء المغربية . على غرار ما قامت به الولايات المتحدة الأمريكية و دول أوروبية مثل ألمانيا و فرنسا و هولندا و غيرها من دول الإتحاد التي أصبحت ترى في خطة الحكم الذاتي المغربية , السبيل الأمثل لإنهاء النزاع المفتعل من طرف الجزائر و حليفتها المصطنعة .

إقرأ أيضا : تحديات : تسريع مشروع خط أنابيب الغاز بين نيجيريا والمغرب , الجزائر في مهب الريح .

و تنص معاهدات التعاون بين إسبانيا و الجزائر على تعزيز الحوار السياسي بين البلدين على جميع المستويات ، و تطوير التعاون في الميادين الاقتصادية و المالية و التعليمية و الدفاعية .
و أعربت إسبانيا عن أسفها لـ « إعلان الرئاسة الجزائرية » المفاجئ ، مضيفة أنها تعتبر « الجزائر جارة و صديقة و تكرر استعدادها الكامل لمواصلة الحفاظ على علاقات تعاون خاصة بين البلدين و تطويرها » .

مؤسسة مصرفية جزائرية تقرر تشديد الخناق على إسبانيا عبر الواردات و الصادرات بقد قطع معاهدات التعاون .

وثيقة نشرتها وسائل الإعلام الجزائرية

و أعلنت مؤسسة مصرفية رئيسية في الجزائر بالفعل فرض قيود على المعاملات التجارية مع إسبانيا ، بعد تعليق هذه المعاهدة ، وفقًا لوثيقة نشرتها وسائل الإعلام المحلية. لم يصدر أي إعلان رسمي في الوقت الحالي بشأن هذا القرار الذي ينص على تجميد أماكن إقامة المصارف التجارية الخارجية من و إلى إسبانيا .

تختتم هذه الحلقة شهورًا من التوتر بين الجزائر و مدريد . ففي 18 مارس ، حقق رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز تحولًا كبيرًا بإعلانه أن خطة « الحكم الذاتي » للصحراء المغربية التي اقترحتها الرباط في عام 2007 كانت « أكثر واقعية و ذات مصداقية لحل النزاع » . و هكذا وضع الوزير الاشتراكي إسبانيا إلى جانب فرنسا و ألمانيا و الولايات المتحدة باعتبارهم المساندون الرسميون للمغرب في ملفه الشرعي .
تحول كبير لأن إسبانيا دعت دائمًا إلى عدم التدخل بين المغرب و الانفصاليين الصحراويين في البوليزاريو . كما مكّن هذا القرار إسبانيا من إنهاء أزمة دبلوماسية خطيرة مع الرباط دامت لمدة عام تقريبًا .

إقرأ أيضا : لجنة الشؤون الخارجية الإيطالية في مهمة إلى الجزائر و ملف الصحراء المغربية غير مطروح .

و يشار أنه في أبريل 2021 ، أدخلت إسبانيا زعيم جبهة البوليزاريو إبراهيم غالي لتلقي العلاج من كوفيد 19. ضيافة لم تكن من تروق للمملكة الشريفة القوية ديبلوماسيا . و في منتصف مايو 2021 ، وصل أكثر من 10000 مهاجر في غضون 48 ساعة إلى جيب سبتة المحتل ، بفضل تخفيف السلطات المغربية لضوابط الحراسة على الحدود .

أثار الدعم الإسباني لملف الصحراء , السعار بالجمهورية العسكرية لشرق المملكة المغربية . و في 18 مارس ، أعلن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون على الفور أنه بإعلانات « رئيس الحكومة بيدرو سانشيز قد كسر كل شيء ». ثم استدعت الجزائر سفيرها في إسبانيا و دعت إلى « توضيحات » قبل أي عودة محتملة لممثلها إلى مدريد . كما أشارت شركة سوناطراك الوطنية للهيدروكربون إلى ارتفاع سعر الغاز الجزائري المسلم إلى إسبانيا في خطوة تعبر عن النوايا الخبيثة للعسكر .

الصراع المفتعل في هذه المنطقة الصحراوية المغربية الشاسعة ، التي تحدها مياه المحيط الممتلئة بالأسماك و المتوفرة على تربة غنية بالمعادن و الطاقة ، هو تحرض ضد المملكة عبر إنفصاليي البوليزاريو ، بدعم من الحكومة الجزائرية منذ عام 1975 . حيث تتوهم العسكرية الجزائرية بالاستيلاء على الأراضي المغربية عبر تنظيم إرهابي فاشل يسكن الأراضي الجزائرية و يصرف عليه من مال الشعب الجزائري الشقيق , الذي لا يملك إلا الدعاء عساه يتحرر من عصابة العسكر , التي لا ترحم و لا تدر .

كتابة التقرير : بوحافة العرابي *.

*رئيس هيئة التحرير بالجريدة الإخبارية .

كتب المقال بتوافق مع وكالة فرانس برس ورويترز .
Exit mobile version