الحقد الأبدي عند النظام الديكتاتوري الجزائري .

الجريدة العربية – إدريس زياد

معاكسة مصالح المملكة المغربية هي القضية الوطنية الأولى لنظام الكابرانات الديكتاتوري بالمرادية، أما مصالح الشعب الجزائري تأتي في المرتبة الأخيرة، فالذين يدعون إلى استخدام حصري للقوة في حسم الصراعات والنزاعات دون أن تكون لهم القدرة على حماية ما يقاتلون لأجله أو استعادته أو تحقيقه، هم في النتيجة الخاتمة كالذين يزعقون ويصرخون للمطالبة بحقوقهم دون استخدام أي قوة ميدانية مساندة أو ضاغطة، القوة العسكرية والقوة السياسية مزيجان مركّبان لا يمكن فصلهما عن بعضهما ما داما يحلقان بجسد واحد نحو قمة واحدة، القوة رماية عسكرية وسياسية وإعلامية واقتصادية، وهي دهاء ومناورة وتكتيك واستراتيجية، وهي لسان ونار، ولا مكان للمفتونين فيها…

لقد نجحت عصابة قصر المرادية الحاكمة بالنار والحديد على الجزائر في خلق طبقة من المطبلين من أشباه المثقفين وأشباه الصحفيين وأشباه المناضلين، الذين لا يملّون من ترديد خزعبلات الكابرانات والمحيطين بهم، تراهم في الفضائيات يرددون نفس الأسطوانة المشروخة، وغير مقتنعين بما يقولون، أما المثقفون والمفكرون في الجزائر تم ضنكهم والتضييق عليهم فأغلبهم آثاروا الرحيل وتركوا للكابرانات وأزلامهم الجمل وما حمل، لكن قريباً سيتم فك لغز الجريمة الإرهابية التي راح ضحيتها شاب مغربي مدني مهاجر كان ضيفاً عند أهله بمدينة السمارة بالصحراء المغربية، والتي بلا شك ستورط كابرانات الجزائر…

فبعد هذه الاعتداءات الإرهابية على مدينة السمارة، على المغرب إلغاء المنطقة العازلة، فمازال كابرانات فرنسا لم يستوعبوا بأن قضية الصحراء المغربية هي قضية وجود بالنسبة للشعب المغربي وليست قضية حدود، فالخطاب الملكي الأخير لذكرى المسيرة الخضراء حسم الأمر بشكل نهائي، لهذا ندعو الحكومة المغربية إلى العمل عاجلا غير آجل على تمتين الجبهة الداخلية بسن سياسات شعبية واجتماعية عادلة، وخلق أجواء حقيقية من الحرية والديموقراطية وسيادة القانون، وخاصة في هذا الظرف الحساس الذي تمر به المنطقة، في ظل أجواء اللااستقرار التي تعرفها دول الجوار، وأمام التهديدات الظاهرة والمبطنة لأعداء المملكة من الشرق والغرب، إذ لا يمكن مواجهة الأخطار بجبهة داخلية مفككة أو شعب مقهور ومستعبد، فالعبيد لا يحررون الأوطان.

Exit mobile version